بغداد- العراق اليوم: يخطط العراق لخفض تكاليف مشروع مد أنبوب نفط إلى الأردن بسبب الضغوط المالية التي تتعرض لها الحكومة على الرغم من ارتفاع عوائد النفط في الفترة الأخيرة جراء ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية إلى أكثر من 85 دولارا للبرميل. وقالت وزارة النفط العراقية في بيان الأربعاء إن “تكلفة مشروع خط أنابيب البصرة – العقبة ينبغي أن تنخفض إلى ما دون 9 مليارات دولار”. وأضافت أن المفاوضات بين الأردن والعراق حول المشروع وصلت إلى مراحل متطورة. وشهد العام الجاري انعقاد قمة ثلاثية في العاصمة بغداد بين العراق والأردن ومصر، وجرى الاتفاق على إتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر من خلال المضي قدما في استكمال خط الغاز العربي وإنشاء خط نقل النفط الخام البصرة – العقبة، وتجديد التعاقد السنوي لتزويد الأردن بالنفط. وبدأ العراق بتسلم العروض التجارية والفنية الخاصة بإنشاء أنبوب التصدير البصرة – العقبة، وكانت تكلفة المرحلة الأولى 4 مليارات دولار للتنفيذ، والمرحلة الثانية داخل الأراضي الأردنية 22 مليار دولار بطريقة الاستثمار على مدى ربع قرن. وسيوفر الأنبوب المرتقب منفذا جديدا لنفط بغداد إلى العالم عبر خليج العقبة على البحر الأحمر، مقابل حصول الأردن على كميات منه بكلفة أقل، فضلا عن تقاضيه رسوما مجزية لتمرير الخط عبر أراضيه. وأحيا البلدان في شهر فبراير 2019 اتفاقهما المبرم قبل ست سنوات من ذلك التاريخ لإنشاء الخط وقررا حينها الإسراع في البدء بالدراسات اللازمة لإنشاء أنبوب النفط. وكانت حكومتا الأردن والعراق قد وقعتها في أبريل 2013 اتفاقية إطار لمد أنبوب لنقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى مرافئ التصدير في ميناء العقبة بكلفة إجمالية للمشروع قدرت في ذلك الوقت بنحو 18 مليار دولار. وبحسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، فإن المشروع يضمن تزويد الأردن بحوالي 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام وبناء خزانات بسعة 7 ملايين برميل، أما السعة التصديرية للأنبوب فتبلغ نحو مليون برميل يوميا. ويقول خبراء إن المشروع يعتبر استراتيجيا لأن عمره المتوقع طويل، وبالتالي سيكون له أثر إيجابي طويل على الاقتصاد الأردني لأنه سيوفر فرص عمل جديدة. وسيتقاضى الأردن أموالا عن مرور النفط من أراضيه، وسيحصل على كميات بأسعار تفضيلية وبكلفة أقل، في المقابل حصل العراق على خصومات لاستخدام ميناء العقبة لتجارته، وهو أمر سيوثق العلاقات التجارية بين البلدين. ورغم فائدة الخط التي ستعود على الأردن خصوصا نتيجة تقاضيه رسوم مرور، إلا أن كلفة بناء الأنبوب مرتفعة، حيث تصل داخل الأراضي الأردنية إلى 10 مليارات دولار. والأردن والعراق مرتبطان باتفاق آخر في المجال النفطي، وهو نقل النفط من كركوك إلى الأردن من خلال الصهاريج، وحسب مذكرة التفاهم يقوم الأردن بشراء النفط الخام العراقي (نفط خام كركوك) لاستيراد 10 آلاف برميل نفط يوميا.
*
اضافة التعليق