بغداد- العراق اليوم (خاص):
هل حقاً وصلت معلومات مؤكدة عن تدخلات خارجية في الشأن السياسي العراقي الداخلي، اضطرت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ليكتب مثل هذه التغريدة الغاضبة؟ أم أنها سياسة التلويح المبكر ضد أي عملية لي ذراع قد يتعرض لها الرجل باعتباره (الفائز الأكبر) قد تنتهي بتنحيته عن استحقاق تسمية رئيس الحكومة المقبلة، والذهاب به مجبراً الى التوافق أو اتفاق ( الففتي – ففتي)، وهي صيغة انتجت حكومة عبد المهدي الهجينة عام 2018، وانتهت بسقوط شعبي مدوي وكبير. هل مارس الصدر نظرية الضربة الاستباقية، لقطع الطريق على أي تدخلات ايرانية – قطرية – تركية – سعودية –امريكية، ويقطع الطريق ايضاً على اتفاق التوافق المنشود الذي بات يلوح به الخاسرون او المتراجعون كخيار تسوية يعالجون به تراجعهم الانتخابي؟، أم أن الأمر حقيقي فعلاً، وقد لمسه (السيد) ليندفع الى القول بأنهُ ماضِ بالذهاب الى خيارات صعبة، وما قالتهُ تغريدته الأخيرة، يشي أن القطيعة المباشرة قد تقع مع أي قوى تحاول اجباره على القبول بتسوية إقليمية – دولية تفادياً لتصعيد في الشارع!. اليوم، يعرف الجميع أن تركيا مضت باتجاه توحيد قطبي (السنة) العراقيين، كما تتواصل الجهود الأمريكية أيضاً لتقريب وجهات نظر القطبين الكرديين، فيما يبقى اللاعب الإيراني متأملاً بانتظار انقشاع غيمة الاعتراضات، والذهاب الى تسوية أو خلطة العطار كما يسميها الصدر سابقاً لإنتاج بيت شيعي موحد، حيث سيجد الصدر نفسه مضطراً للدخول اليه من أوسع أبوابه، وهذا صحيح بحكم الحجم الانتخابي والثقل الشعبي، لكن للأمانة فأن الصدر سيبقى في هذا البيت (مجرد ضيف ثقيل)، هكذا تنظر اليه القوى الشيعية المنافسة له. ان الاتجاه الى خيارات صعبة قد تكون تلويحة أخيرة، وتحذير مباشر للقوى التي يتهمها الصدر بالتدخل، قبل ان يبدأ الرجل بالأتجاه في تفعيل دور الرفض الشعبي الذي قد يكون هو الورقة الأقوى بيده في الوقت الحاضر، أذ يستطيع ان يحرك الشارع ضد أي ضغوط يتعرض لها من أي قوى، وقد يحرج الأطراف الأقليمية والدولية التي تعرف ان نزول الصدر الى الشارع بأتباعه، امر مكلف وسيضاعف كلفة الاستعادة التي تحاول جاهدةً الوصول اليها بأي طريق، خصوصاً بعد حراك تشرين 2019 الذي قطع شوطاً في تحرير الارادة الشعبية، مدعوماً بنزوع مرجعي شيعي ( مرجعية النجف) لتعزيز القرار المحلي، وتشجيع صانع القرار السياسي الناشئ على تفعيل امكاناته، لاسيما ان المرجعية تعمل في السر والعلن على تحفيز الشارع الشيعي لإنتاج قوى سياسية جديدة تحل بدلاً عن القوى التقليدية التي باتت مرجعية النجف ترى ان صلاحيتها وقدرتها على البقاء باتت معدومة. نعتقد إن لم نكن نجزم أن مقتدى الصدر، وقطار مشروعه الإصلاحي، الذي سيكون مقود حكومته بيد الكاظمي سينال الكثير من الدعم والتأييد في الداخل والخارج، وستكون المفاجأة في قبول وتأييد ايران لهذا المشروع، ولولاية الكاظمي أيضاً، قبل جميع المؤيدين الآخرين،خاصة بعد نجاحه - أي الكاظمي - في إذابة الكثير من الجليد بين طهران والرياض، بل وطهران وعواصم أخرى.
*
اضافة التعليق