عدنان الباچه چي يتذكر كيف غدر به اياد علاوي وحرمه من مقعد نيابي مستحق !

بغداد- العراق اليوم:

ضمن سلسلة مقالات يقدمها الكاتب والصحافي العراقي معد فياض، مراسل صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن، يستذكر فياض خيبة أمل وحسرة السياسي العراقي المخضرم، ووزير الخارجية الاسبق عدنان مزاحم الباچه چي، من زعيم ائتلاف العراقية اياد علاوي.

حيث نقل عن الباچه چي قوله "في عام 2009 بدأ الاعداد للحملة الانتخابية التي كنا نعول عليها الكثير من الطموحات، وكانت الخطة هذه المرة ان تجتمع عدة احزاب وحركات وشخصيات سياسية لخوض الانتخابات كتحالف واحد، وجرت محادثات مطولة بين الوفاق الوطني العراقي بزعامة اياد علاوي، وجبهة الحوار بزعامة صالح المطلك، وقائمة الحدباء برئاسة اسامة النجيفي، وكذلك مع طارق الهاشمي الذي كان قد ترك تواً الحزب الاسلامي العراقي،  وجماعة رافع العيساوي. اما نحن - اعضاء القائمة العراقية الذين لم نكن منضمين لحركة الوفاق الوطني- فقد شعرنا بالاقصاء والتهميش والغبن". مشيرا الى ان:"الذين وقفوا مع علاوي وساندوه في اشد الايام صعوبة وشجعوه في احلك الظروف قد جرى التضحية بهم من اجل الحلفاء الجدد ".

ويضيف الكاتب " فيقرر الباجه جي عدم المشاركة في الانتخابات، بعد قرائته للاحداث، واعتماداً على تعديل قانون الانتخابات الذي جرت مناقشته في مجلس النواب حيث أقر ان تكون الاصوات التي يحصل عليها المرشح شخصياً هي التي تضمن حصوله على مقعد في البرلمان العراقي.

يقول الباجه جي: "لكن علاوي ألح علي وبقوة بالترشيح، وأكد بانه سيضمن لي مقعدا في البرلمان القادم، وبناء على ذلك استجبت لرجائه، والحاحه، ولكن على مضض، لأنني حتى ذلك الوقت كنت مؤمناً ان صوت القائمة هو الذي سيسهم في ايقاف انزلاق العراق الى المستنقع الطائفي".

ومثلما توقع الباجه جي فان "اعضاء حركة الوفاق وجبهة الحوار ومؤيدي طارق الهاشمي عملوا بكل جهودهم على ان لا نصل نحن اعضاء القائمة العراقية الاصلية، ممن هم ليسوا اعضاءً في حركة الوفاق، الى مجلس النواب وذلك لافساح المجال لاعضاء تشكيلاتهم السياسية وانصارهم للحصول على اكثر عدد من مقاعد البرلمان".

ويشير بقوله: "انا لم اتلق اي دعم مالي، كما اني لم امد يدي على المال العام منذ دخولي الى العراق في 2003، ولم اسيطر على عقار ليكون مقراً لي بل كنت قد استأجرت مقرا لحركتنا وبيتاً لسكني في منطقة المنصور، بجانب الكرخ من بغداد، وانفقت على اصدار صحيفتنا (النهضة)، وهكذا انفقت مائة الف دولار من مالي الخاص لحملتي الانتخابية وحُرمت من الظهور على شاشات القنوات الفضائية في الاوقات المهمة (الذروة) التي كانت مخصصة لعلاوي والهاشمي والمطلك ومؤيديهم، عند ذاك ادركت ان الامور تجري بعكس ما تمنيته وما خططت له، وحذرت علاوي من ان كتلته البرلمانية القادمة لن تمثله ولن تمثل توجهاتنا في (العراقية) بل ستكون تحت رحمة حلفائه الجدد، خاصة جماعة الهاشمي والمطلك وهذا ما حدث بالضبط".

خيبة أمل

وايضا، تاتي توقعات الباجه جي صحيحة رغم انها مؤسفة، ذلك ان "مويدي علاوي منحوا اصواتهم له حصريا واهملوا باقي اعضاء القائمة من اصدقائه، بينما وزعت بقية الاصوات بشكل مبرمج لصالح الهاشمي والمطلك وجماعتهم. وهكذا فشلت في الحصول على مقعد في مجلس النواب، واعتماداً على وعود علاوي كنت اتوقع ان احصل انا ومحمد علاوي على المقعدين التعويضيين، لأن ذلك كان اقل ما يمكن ان يفعله علاوي الذي كان قد ألح عليَ كي اترشح ضمن قائمته، وارضاءً لضميره وتقديره للمصلحة العامة، لكنه غدرٌ بي ومنح احد المقاعد التعويضية لاحد جماعة المطلك والثاني لمحمد علاوي الذي كان يستحق ذلك".

تطلع الباجه جي من صالة شقته في ابو ظبي عبر زجاج النافذة العريضة، ثم يبتسم، ويقول "كانت هذه خيبة الامل الاخيرة منذ ذهابي الى العراق عام 2003، فالطبقة السياسية الجديدة في العراق جائعة للمناصب والجاه، لكنها مع شديد الاسف غير مؤهلة للحكم وادارة البلد".

بعد اعلان نتائج الانتخابات يحزم الباجه جي حقيبته ويترك بغداد عائداً الى ابو ظبي حيث يشعر بالامان والاستقرار.

يقول، وهكذا قررت اعتزال العمل السياسي وقد تجاوزت السابعة والثمانين من العمر".

علق هنا