بالفيديو .. الوطنية ليست هتافاً في اجتماع حزبي، أو خطاباً في البرلمان .. إنما هي (گيمر رسول) وعراقية الفتى حسن اسماعيل !

بغداد- العراق اليوم:



بلا تكلف ولا كادر تصويري فخم، ولا مكسر  بث متطور، ولا مقر فضائية عملاقة، ولا حتى مذيع محترف، او كاتب متمرس، يتسلل الشاب حسن اسماعيل الى روح بغداد الترفة، العذبة، الانيقة، الرقيقة، الدافقة، الشفافة، والى غبشها  المليء بالندى، ليفتح كوة في ليلها الحالم، على صباح عسلي، ولونها الابيض الهادئ، كبياض حليب (الگيمر) العراقي المصنوع بمحبة وود وغنج ايضاً.

حسن اسماعيل يقف صباحاً في منطقة الصدرية، قلب بغداد الازلي، ومعنى من معاني حضورها الوجداني، ليفتح نافذة الفطور الصباحي عند (گيمر) رسول المغموس بالعسل والحب، فيفتح شهيتنا نحن العراقيين اينما كنا وحللنا.

حسن ورسول، عرفا شيفرة حنينا البغدادية، ونقطة ضعفنا الأزلية، فضغطا عليها، واشعلا بركان الحنين لصباحات بغداد التي لا تشبهها اي صباحات في عواصم العالم بأسره، فبهذه البساطة الممزوجة بطعم الگيمر العراقي الاصلي، قدما لنا طبقاً عسلياً ناعماً، مترفاً، والأهم من الطبق هو تلك الروح الوطنية التي تدفقت بين كلمات حسن ومحتوى حسن الرائع الذي عكس صورة ملونة وليست قاتمة أو داكنة أو حتى رمادية عن بغداد، عجزت عن عكسها عشرات الفضائيات الممولة من المال العام، والصحف والمنابر والحناجر ذات النبرة العالية، وغيرها.

نعم،فاهمية هذا المحتوى البسيط باخراجه، العميق بفكرته، انه اعاد تعريف الوطنية بقراءة مغايرة، وعرفنا على مكامنها، واين يجب ان نتلمسها بصدق بعيداً عن الشعاراتية ولغة الخطابات الفجة، فهذا الفيديو قال لنا ان الوطنية هي احساس دائم، يمكنك إظهاره في اي زمان ومكان وبأي عمل او موقع، فإن كنتٓ عاملاً مثلاً، تستطيع ان تظهر الوطنية من خلال حبك وإخلاصك لعملك وتفانيك فيه كجزء من محبتك لوطنك، وان كنت زوجاً وأباً، فبحرصك وسلوكك وتفانيك ايضا من أجل زوجتك واطفالك، فأنت وطني بامتياز، وحين تحرص على انتاج جيل صالح، متعلم، وأنت تقف أمام السبورة، أو أنك كنت جندياً في جبهة او ثغر من ثغور الوطن، فثباتك والتزامك ودقة ضبطك هي الوطنية بعينها، أما إن كنت موظفاً وانجزت عملك بشكل دقيق ومكتمل، وقضيت ساعات عملك باخلاص والتزام مضبوط، فأنت وطني بلا شك.

والوطنية تتجلى بأبهى صورها ان كنت صحفياً او اعلامياً وتعمل بصدق وأمانة ومسؤولية وحياد وتنقل الاخبار والاحداث الى المتابع بحرص واضعاً المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، فأنت وطني بلا شك.

أما إذا كنت فناناً تشكيلياً، ورسمت لوحة جميلة عن جمال وطنك، فأنت وطني بامتياز، وختاماً : كن مواطناً صالحاً فتكون وطنياً وعظيم الانتماء لوطنك.

لذا فإن الشاب حسن، وبهذا المحتوى البسيط التلقائي، غير المتكلف، اثبت انه وطني من خلال كلماته الدالة على عمق محبته للعراق واهل العراق دون أن  (يخطب) في الوطنية، ويهتف بحب الوطن.

إن في هذه الرسالة التي نتعلم منها معنى الوطنية ونكتشف اسها وجذرها الراسخ في قلوب الناس البسطاء، ندرس ونتعلم كيف بكون الوطن في الوجدان والقلب والعين وليس في شعارات الساسة او مزايدات بعضهم على البعض الآخر والمتاجرة بشعارات الوطنية.

فشكرا لك يا حسن اسماعيل، وشكرا لبغداد كل هذا الالق الذي حفز واججٌ مشاعر الشوق في قلوب ملايين من ابنائك الذين اهتزوا كسعف نخيل بغداد الباسقات، الشامخات،  وهم يريدون ان  يحطوا الان وليس غداً في مطار بغداد، ومنه الى سوق الصدرية بكل تأكيد، ليحظوا ب (ريوگ) بغدادي مثلما حظي به حسن اسماعيل.

علق هنا