لبنان ينهض بدعم العراق، ويد الكاظمي .. كاتب يكشف خفايا زيارة نجيب ميقاتي الى بغداد

بغداد- العراق اليوم:

في مقالة كاشفة، تحدث الكاتب عادل الجبوري عن ابعاد زيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الى العاصمة العراقية بغداد، قبل يومين واجندتها المعلنة والسرية.

وقال الجبوري"كانت زيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى العراق مفاجئة وسريعة وخاطفة، إذ لم يتم الإعلان عنها مسبقاً، ولم تتعدَّ مدتها بضع ساعات، تخلّلتها اجتماعات مكثفة وغداء عمل.

وبين " وقد اقتصر الوفد المرافق لميقاتي على شخصيات قليلة، من بينها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، والسفير اللبناني في العراق علي حبحاب، وعدد من المستشارين والخبراء. وفي الجانب العراقي، اقتصر الأمر، فضلاً عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على كل من وزير النفط إحسان عبد الجبار ومدير مكتب رئيس الوزراء رائد جوحي"

واوضح " لقدجاءت زيارة ميقاتي لبغداد بعد أقل من شهرين على حصول حكومته على ثقة البرلمان، ومثّلت المحطة الخارجية الثالثة له بعد كلٍّ من باريس وعمّان. ولا شكّ في أن هذه الزيارة المفاجئة والخاطفة والسريعة ارتبطت بظروف وأوضاع حساسة وحرجة للغاية يعيشها لبنان منذ أكثر من عامين، في ظل احتقان سياسي كبير، وضغط اقتصادي هائل، وتحدٍّ أمني خطر".

واشار الكاتب "وبما أن الاقتصاد يعد المفتاح لحلّ مختلف المشاكل والأزمات السياسية والأمنية والمجتمعية، والمشهد اللبناني العام بشتى تفاعلاته وتداعيه يؤشر إلى ذلك بكل وضوح فمن الطبيعي جداً أن يكون الملف الاقتصادي قد تصدَّر مباحثات ميقاتي مع الكاظمي في بغداد، انطلاقاً من الاتفاق الذي أُبرم بين بغداد وبيروت في مطلع شهر نيسان/ أبريل الماضي، من قبل وزير الصحة والبيئة العراقي السابق حسن التميمي ونظيره اللبناني حمد حسن. وبمقتضاه، يزود العراق لبنان بمليون طن من زيت الوقود الثقيل خلال عام، مقابل خدمات طبية وعلاجية، تتمثل، حسب بنود الاتفاق، بالتالي:

- التعاون في مجال السياحة العلاجية والإخلاء والاستقدام الطبيين.

- التعاون في مجال إدارة المستشفيات الحديثة في جمهورية العراق من قبل خبراء لبنانيين وطواقم طبية متخصصة. وسيكون للكوادر اللبنانية شرف المساعدة في إدارة هذه المؤسسات.

- التعاون في مجال التدريب الطبي والصحي، عبر برامج تدريبية تحدد وفق الحاجة، وكذلك السماح للأساتذة اللبنانيين بالتعليم والتدريب في المؤسسات الصحية والاستشفائية العراقية.

- التعاون في ضبط معايير الأداء والجودة والاعتمادية التي يمتاز بها لبنان، والتي تجريها وزارة الصحة بمواكبة من رؤساء المديريات والمصالح في الوزارة".

ويبدو أن بعض الإشكاليات الفنية والإدارية حالت دون الشروع بتنفيذ الاتفاق عملياً لعدة أشهر، حتى وصلت الشحنة الأولى من الوقود العراقي إلى لبنان منتصف شهر أيلول/سبتمبر الماضي، والتي تبلغ 31 ألف طن من الكازويل، من دون التغلب على كل المعوقات والعراقيل.

واكد "ولعل هذا الأمر كان من بين أبرز الموضوعات التي طرحت على طاولة مباحثات ميقاتي والكاظمي، إذ إن الظروف الاقتصادية والحياتية الحرجة التي يواجهها معظم المواطنين اللبنانيين، والاستحقاقات المطلوبة من حكومة ميقاتي ذات الولادة العسيرة والشاقة، تحتم إيلاء الاقتصاد الأهمية الأكبر، وجعله في مقدمة الأولويات، لا سيما أنَّ فصل الشتاء على الأبواب".

وفي ضوء حقيقة أنَّ الاقتصاد هو المفتاح نحو آفاق السياسة والأمن، من المهم النظر إلى التعاون الاقتصادي بين العراق ولبنان في مثل هذه الظروف والأوضاع بصورة معمّقة، لأنه ينطوي على رسائل عديدة، وإن اختلفت عناوينها العامة، إلا أنَّها حملت أو تحمل المضمون نفسه".

علق هنا