بغداد- العراق اليوم:
لا تزال الصفحات والمواقع الالكترونية تروج وتنشر البرمو الخاص باللقاء الذي اجراه الزميل غزوان جاسم مع رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الذي عرض بعض الأراء التي تبدو أنها لم تأتِ بشيء جديد، وكرر المالكي ذات الخطاب الذي قاله في مناسبات عديدة، واليوم يعيده أبو اسراء بصيغة اخرى، مقاربة لما مطروح في رفض الاقرار بوجود ازمة داخلية تعيشها القوى الشيعية برمتها عدا التيار الصدري الذي يعيش القه السياسي ومجده الأقصى بعد ان اكتسح الشارع انتخابياً. لكن المالكي رفع لاءات متعددة، تختلف في الاتجاهات ظاهرياً، لكنها تلتقي في كونها ترفض ان يتولى التيار الصدري بشكل رسمي وصريح مسؤولية تشكيل الحكومة الجديدة، ويريد الرجل ان يستخدم لأجل تحقيق هذا الغرض زخمه السياسي الداخلي، وعلاقاته الأقليمية والدولية حتماً. فالمالكي الذي وضع فيتو على نفسه وعلى الصدري القح، فتح الباب للعراقي ( القح ) ان يلج الى رئاسة الحكومة الجديدة، وهذا برأينا تلاعب لغوي ليس الاً، فالجميع عراقيون أقحاح بغض النظر عن الهوية السياسية، لكن الرجل اراد القول ان "فيتو" الصدريين عليّ، سيقابل بفيتو أخر امارسه ضدهم، وهذا يفتح الباب كما قلنا لمرشح أخر، نتوافق عليه، وهو السيناريو الأقرب للتأكيد. كما ان المالكي اراد اعادة خطاب رفضه للكاظمي مجدداً، لكنه يدرك حتماً ان الجميع بحاجة ماسة الى المساحة الوسط، ولا يمكن ان يكون ثمة شخص اكثر وسطيةً واعتدالاً من مصطفى الكاظمي، الذي نجح في ملفات مهمة، ليس اقلها تنظيم اول انتخابات ذات شرعية دولية، وفيها مخرجات تقارب مزاج الشارع بعد طول انتظار. ان خطاب المالكي يمثل دعوة مباشرة للبدء بحوار جدي مع التيار الصدري لبناء افق سياسي مشترك، وأيضاً يحمل من التأكيد الشيء الكثير على قدرة الرجل على التحول الى وسيط مقبول ان شاء الصدريون ذلك، لكنه يعرف في قرارة نفسه أن مسألة عودته او أحد مقربيه لرئاسة الحكومة مجدداً، مسألة حياة او موت بالنسبة للصدرين، لذا يناور عله يكسب ورقة الاشتراك في تسمية مرشح توافقي يضمن له مكاسب سياسية وتنفيذية في قابل الايام.
*
اضافة التعليق