بغداد- العراق اليوم: كشف تقرير صحافي اعدته صحيفة اندبندنت البريطانية، عن تصاعد وتيرة الدعم الذي يحظى به رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في الوقت الحالي.مؤكدةً ان الرجل بات يتكئ على قاعدة مؤمنة به كأنسب الحلول المناسبة للخروج من أزمة جديدة قد تعصف بالبلاد. وقال الباحث عصام الفيلي للصحيفة الانجليزية، "الكاظمي هو الأكثر حظاً لتولّي رئاسة الوزراء لولاية ثانية لوجود دعم سياسي له من كتل مهمة ودعم دولي لنجاحه في عدد من الملفات". ويضيف الفيلي أنه "الأكثر حظاً من دون منافس"، مؤكداً أن "قوى سياسية تعمل من أجل أن يتولّى هذا المنصب في المرحلة المقبلة لإدراكها عدم وجود مؤشرات فساد عليه." وعن الكتل التي من الممكن أن ترفض الولاية الثاني للكاظمي، يقول الفيلي إن "هناك قوى تخصصت في صناعة الأزمات وهي ترغب بأن يخرج رئيس الوزراء المقبل من عباءتها"، مبيّناً أن "القراءة غير القريبة من الواقع تسيطر على ذهنية هذه القوى في وقت أن الخريطة الإقليمية في العراق تغيرت كثيراً ومستوى وعي الناس تغيّر". ويشير الفيلي إلى أن "المجتمع الدولي والدول الإقليمية لن يعارضا تولّي الكاظمي رئاسة الوزراء لتحقيقه نجاحات في ملفات عدة على الصعيد الدولي"، لافتاً إلى أن "العالم العربي يريد الكاظمي لإدراكه أنه نجح في تسويق بلاده عربياً، وتحريره من البعد الإقليمي الذي كان ولا يزال يهدد العلاقات العراقية العربية من وجهة النظر العربية". وترغب بعض القوى السياسية بأن يبقى العراق حبيس المحاور المتصارعة بحسب الفيلي الذي يوضح أن الولايات المتحدة لم تضع "فيتو" على الكاظمي. بدوره، قال مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل للصحيفة البريطانية، إن "الكاظمي حقق نجاحات على الصعيد الاقتصادي وطوّر علاقاته الإقليمية والعربية"، مبيّناً أن "هناك كتلاً سياسية مهمة ترغب بتولّيه رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة." وأضاف أنه "حقق نجاحات على مستويات عدة منها الوضع الاقتصادي، وأن مؤتمر دول الجوار الإقليمي للعراق واحد من هذه النجاحات"، لافتاً إلى أن "الكاظمي يعمل وفق مبدأ الشراكة والمصالح المتبادلة مع دول الجوار وتطوير العلاقات مع عدد من الدول العربية، منها الأردن ومصر والسعودية وجذب الاستثمارات الخليجية ووضع سياسات واضحة مع إيران وتركيا وزيادة التبادل التجاري مع كل منهما". وأوضح فيصل أن "الكاظمي وضع برنامجاً لخروج القوات الأميركية من العراق وإرضاء المطالبين بهذا الاتجاه، فيما حقق مطالب بعض الجماهير، من ضمنها تغيير قانون الانتخابات وإدخال بعض الشباب المنتفضين إلى البرلمان المقبل عبر نظام الانتخابات الجديد". وتابع فيصل أن "ما يزيد من حظوظ الكاظمي هو عدم انتمائه إلى حزب سياسي معين، مما يعطيه حيادية في حل المشكلات"، مشيراً إلى وجود تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة، منها الفقر والتضخم والجريمة المنظمة والعشوائيات والحاجة إلى استراتيجيات كبرى لوضع العراق بالاتجاه الصحيح في خريطة الشرق الأوسط كبلد متطور على صعيد الصناعة والزراعة والبنى التحتية والاتصالات. وعن الكتل التي تؤيد ترشيح الكاظمي، بيّن أن "الديمقراطي الكردستاني يرحّب بتكليف الكاظمي لولاية ثانية وأيضاً الاتحاد الوطني الكردستاني"، مشيراً إلى أن "أي أسماء أخرى مطروحة إعلامياً أو خلف الكواليس لن تلاقي القبول كونها رُشّحت سابقاً وواجهت رفضاً شعبياً وسياسياً." وفي سياق متصل، يقول الكاتب والصحافي علي البيدر لصحيفة اندبندنت إن "البيت الشيعي سيضطر إلى قبول تولّي الكاظمي ولاية ثانية لإحراز التوافق داخل هذا البيت، موضحاً وجود دعم دولي وشعبي لشخصيته". وتابع أن "إصرار الإطار التنسيقي على ترشيح المالكي الذي سيراه الصدر سلباً لحقوقه الانتخابية، بالتزامن مع رفض الإطار التنسيقي أن يكون رئيس الوزراء صدرياً، لا سيما في ظل العلاقات غير الجيدة بين مقتدى الصدر ونوري المالكي بعد اعتقال أعداد كبيرة من الصدريين إبان تولّيه رئاسة الحكومة"، مؤكداً أن "هذه المواقف تجعل الكاظمي الأقرب لولاية ثانية".
*
اضافة التعليق