بغداد- العراق اليوم: كشف الصحافي العراقي معد فياض مراسل جريدة الشرق الأوسط السعودية، عن اسرار وتفاصيل تعود للعام 2005، وكواليس تشكيل حكومة ابراهيم الجعفري، وتنحيته عن الوزارة بعد ضغوط شيعية – سنية – كردية. وقال فياض في مقالة نشرها " عرفت الجعفري عن قرب في نهاية التسعينيات في لندن، قابلته لغرض اجراء حوار صحفي، في منزله القريب من حي بارفيل شرق العاصمة البريطانية، كان بيتاً واسعاً ومترفاً خصص له من مساعدات البلدية، ومن اموال دافعي الضرائب، اذ لم يكن يعمل هناك، بالرغم من انه حاصل على شهادة الطب من جامعة الموصل، لكنه كان يتحجج بمعاناته من مرض نفسي، مقابل ذلك كان يدير حزب الدعوة في لندن باعتباره امينه العام، وله مكتب فخم بمقر الحزب (مؤسسة دار الاسلام) الواقعة في منطقة Cricklewood الراقية شمال غرب لندن. واضاف :" كان ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء إثر انتخابات 2005 قد شكل مفاجأة لغالبية العراقيين، إذ لم يكن الرجل معروفا على المستوى الشعبي، ولا حتى بين جماهير حزبه، الدعوة، بالرغم من انه ولد في كربلاء عام 1947، كونه امضى غالبية حياته خارج العراق. وكان قد تردد اسمه عندما تم اختياره كأول رئيس لمجلس الحكم الانتقالي، حسب تسلسل الاحرف الابجدية. لكن التهديد الاكثر خطورة جاء بسبب اصرار الجعفري على ترشيحه لرئاسة الوزراء، حيث كاد ان يعصف بالائتلاف الشيعي، ويتسبب بمواجهة مسلحة بين جيش المهدي الذي كان تابعا لمقتدى الصدر، المؤيد للجعفري، وفيلق بدر، التابع للمجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم، آنذاك، المعارض لهذا الترشيح. وتابع في مكان اخر من المقالة "وحفاظاً على "البيت الشيعي" فقد تمت الموافقة على ترشيحه ليكون اول رئيس وزراء (منتخب) بعد تغيير نظام صدام حسين. لكن فترة حكمه، وبسبب عدم تاييد الكثير من الكتل الشيعية والسنية والكردية له، فان فترة حكمه القصيرة ازدحمت بالكثير من المشاكل، مما دعا بقية الكتل الى مطالبته بالتنحي. الجعفري يجتمع مع الامام الغائب وتابع ايضاً" اشتدت معارضة الكتل السياسية لوجود الجعفري بمنصبه رئيساً للوزراء، نتيجة الفوضى التي تعم العراق، خاصة بعد تفجير مرقدي العسكري في سامراء واشتعال الاقتتال الطائفي، حيث كانت الجثث تنتشر في شوارع بغداد وتجمعها شاحنات امانة العاصمة، وبات العراق على شفا هاوية حرب اهلية دموية، في ظل الانفلات الامني تماما، مما ادى الى ارتفاع اصوات الكتل السياسية، وفي مقدمتها الشيعية، لاقالة رئيس الوزراء، الجعفري، لكنه كان متمسكا بمنصبه. كنت وقتذاك في لندن، واتصلت بمكتبه ممنياً النفس بالحديث معه، وسؤاله فيما اذا سيقبل الاقالة ام سيبقى متشبثاً بالمنصب؟، لكنني لم احظى بالحديث معه، بل تكلمت مع مدير مكتبه، خضير الخزاعي، وقال لي، ان (السيد) ويعني الجعفري، مشغول جداً بالتفكير بالموضوع، حيث طاف عليه الامام علي في المنام ثلاث مرات، والامام المهدي عقد معه عدة اجتماعات، ورئاسة الوزراء تكليف شرعي (رسمي) من الامام، ولا يستطيع (السيد) التخلي عنه". بالنسبة لي صُدمت بما سمعته.. كنت اتصور ان مدير مكتب رئيس الوزراء يمزح فيما قاله عن اجتماعات الجعفري مع الإمامين علي، والمهدي المنتظر، لكنني عندما اعدت سماع الحديث المسجل، لأكثر من مرة تأكدت بانه جاد للغاية، وان تأثيرات الجعفري الغيبية قد اثرت على مدير مكتبه، وعلى رئاسة الوزارة، وانه يستخدم الائمة الكرام من اجل بقائه في السلطة.
*
اضافة التعليق