بغداد- العراق اليوم: أعلنت وكالة أنباء الإمارات اليوم الأربعاء 20 أكتوبر (تشرين الأول)، أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري بشار الأسد، وأنهما بحثا الأوضاع في سوريا والشرق الأوسط. فهل كان هذا الاتصال مفاجئاً للجمهورية الاسلامية، أم تم بعلمها وموافقتها؟ دعونا نكمل الخبر اولاً، لنكمل بعدها المرور على هذا السؤال المدجج بالاشكالية، والبحث عن جوهر الوضع السياسي والامني والاقتصادي في المنطقة، لاسيما وإن الاجابة عليه لا تعتمد على التحليل الخبري فقط، إنما بحاجة الى قراءة عميقة في نوايا الرئيس السوري بشار الأسد نفسه، فضلاً عن التقرب من الحدث، وملامسمة جوهر ما يفكر فيه المسؤولون في دمشق وطهران وأبو ظبي سوية! لقد ذكرت وكالة أنباء الامارات أن "الأس ومحمد بن زايد قد بحثا - خلال الاتصال - علاقات البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة". وأضافت "كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك". وأعادت الإمارات فتح بعثتها الدبلوماسية في دمشق أواخر عام 2018 في محاولة لمواجهة نفوذ أطراف فاعلة غير عربية مثل إيران، التي تدعم الأسد إلى جانب روسيا، وتركيا التي تدعم جماعات متمردة. ولم تذكر وكالة أنباء الإمارات مزيداً من التفاصيل عن المحادثات. وأعاد الأردن، حليف الولايات المتحدة، فتح معبره الرئيس على الحدود مع سوريا بالكامل في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك بهدف تعزيز الاقتصاد المتعثر في البلدين وتعزيز مساعي الدول العربية لإعادة دمج سوريا. كما تحدث العاهل الأردني، الملك عبد الله مع الأسد لأول مرة منذ عشر سنوات هذا الشهر، كما التقى وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والسوري فيصل المقداد الشهر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في ما وصفته وسائل إعلام مصرية بأنه أول اجتماع على هذا المستوى بين مسؤولين من البلدين منذ ما يقرب من عشر سنوات. كذلك سرت أنباء عن نية افتتاح سفارة الرياض في العاصمة السورية من دون صدور أي تأكيدات رسمية على ذلك. وعزز ذلك الاعتقاد جملة اعتبارات، منها الصيانة التي تحدث في مقر البعثة السعودية في دمشق بين الحين والآخر. وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية في نهاية العام 2018 استمرار العمل في سفارة المملكة لدى سوريا، مشيرةً إلى أن السفارة السورية بالمنامة تقوم بعملها، وأن الرحلات الجوية بين البلدين قائمة دون انقطاع. وهنا يتوجب عرض السؤال ذاته: إتصال الأسد بولي عهد أبو ظبي أمس، هل تم بموافقة طهران، أم هو رغبة سورية بمغادرة القفص الإيراني ؟
*
اضافة التعليق