بغداد- العراق اليوم: قالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، يوم الجمعة، إن السلطات ألقت القبض على 19 شخصاً ثبت تورطهم في اشتباكات بيروت التي أسفرت عن سقوط سبعة قتلى وعشرات الجرحى. وتصاعد التوتر في البلاد بسبب التحقيق في الانفجار الضخم الذي وقع العام الماضي في بيروت وتحول الخميس إلى أسوأ أعمال عنف في الشوارع منذ أكثر من عشر سنوات، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بالرصاص وأعاد للأذهان أشباح الحرب الأهلية في البلاد والتي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990. وبدأ "حزب الله" و"حركة أمل"، الجمعة، 15 أكتوبر (تشرين الأول)، بتشييع سبعة قتلى غالبيتهم من عناصرهما، سقطوا خلال المواجهات التي جرت الخميس (14 أكتوبر) في منطقة شكلت خط تماسٍ خلال سنوات الحرب الأهلية الأليمة في لبنان. وشهدت بيروت، الخميس، واحدة من أعنف المواجهات الأمنية منذ سنوات في تصعيد خطير ينذر بإدخال البلاد في أزمة جديدة بعد أكثر من شهر فقط على تشكيل حكومة يفترض أن تركز نشاطها على وضع خطة لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي المتحكمة بها منذ أكثر من سنتين. وسيطر منذ مساء الخميس هدوء حذر على منطقة الاشتباكات وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني، ونصبه حواجز تفتيش للسيارات والآليات العابرة. وانهمك سكان المنطقة بتفقد الأضرار التي طالت ممتلكاتهم، فيما عمل آخرون على إزالة الزجاج المتناثر في الشارع. وكانت مستديرة الطيونة، الواقعة على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل، حيث مكتب المحقق العدلي طارق بيطار، تحولت، الخميس، إلى ساحة حرب شهدت إطلاق رصاص كثيف وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح ابنية، على الرغم من وجود وحدات الجيش وتنفيذها انتشاراً سريعاً في المنطقة، التي تعد من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية (1975-1990). وأسفرت الاشتباكات التي لم تتضح ملابساتها حتى الآن عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم شاب توفي، الجمعة، متأثراً بإصابته، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وبين القتلى أيضاً أم لخمسة أولاد، أصيبت بطلق ناري في رأسها أثناء وجودها في منزلها. وأصيب كذلك 32 شخصاً آخرين بجروح. وبعد انتهاء الاشتباكات، أعلن الجيش أنه "أثناء توجه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة - بدارو"، بعد أن كان أعلن في وقت سابق عن تعرض محتجين لرشقات نارية أثناء توجههم إلى قصر العدل. وأعلن وزير الداخلية بسام مولوي بدوره أن "الإشكال بدأ باطلاق النار من خلال القنص" الذي طبع مرحلة الحرب الأهلية، التي أنهكت جيلاً كاملاً من اللبنانيين، خصوصاً سكان مناطق خطوط التماس. واتهم "حزب الله" وحركة أمل "مجموعات من حزب القوات اللبنانية التابع لسمير جعجع أحد أمراء الحرب الأهلية وأشدهم أجراماً ودموية"، بينما يعد حزب القوات اللبنانية أبرز الأحزاب المسيحية التي شاركت في الحرب الأهلية، حيث يعد معارضاً عنيداً للحزب، بـ"الاعتداء المسلح" على مناصريهما.
*
اضافة التعليق