بغداد- العراق اليوم: شهدت محافظة كركوك، حمّلة اعتقالات طالت العشرات من الشباب الأكراد، على خلفية مشادات حدثت أثناء احتفال أقامه أنصار وكوادر الحزب «الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، في المدينة، إثر التقدم الذي أحرزه الحزب في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وأعلن عضو مجلس النواب العراقي السابق ريبوار طه ، إطلاق سراح جميع الشباب المعتقلين لدى السلطات الأمنية في كركوك. ونشر على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، صورا مع المعتقلين أثناء الإفراج عنهم من قبل شرطة محافظة كركوك. وكتب قائلا أنه ذهب مع القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني خالد شواني، إلى الشرطة وتم اطلاق سراح جميع المعتقلين الشباب. وكانت السلطات الأمنية، قد اعتقلت مجموعة من الشباب الأكراد في كركوك عقب انتهاء الانتخابات بسبب حدوث خلافات ومشاجرات مع أنصار ومؤيدي أطراف سياسية أُخرى. يأتي هذا في وقت أجرى فيه رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي، اتصالاً هاتفياً مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، بحثا خلاله الأوضاع في محافظة كركوك المتنازع عليها بين اربيل وبغداد. وذكر بيان صادر عن حكومة الإقليم، إنه «خلال الاتصال جرت مناقشة أوضاع مدينة كركوك التي حاول البعض بعد نجاح العملية الانتخابية خلق فوضى بهدف تشويه نجاح عملية التصويت». ووفقا للبيان فإن الجانبين اتفقا على أنه «لا ينبغي السماح لأي شخص أو طرف بخلق فوضى، وإلحاق الضرر بالسكان والممتلكات الخاصة والعامة، وبالتالي يجب إنهاء الوضع الأمني غير المرغوب فيه في كركوك في أقرب وقت ممكن». وأشار إلى أن «رئيس مجلس الوزراء الاتحادي وجه بالإفراج عن جميع المعتقلين في كركوك». القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، خالد شواني، قال في مؤتمر صحافي، إن «إعلان حالة الطوارئ في بعض مناطق كركوك أمر غير مقبول» متهما جهة لم يسمها بالتخلي عن جمهورها في المحافظة. وأكد أن «الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني تحدث مع رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي فيما يخص الوضع الأمني في كركوك» مبدياً، رفض «الاتحاد الوطني» لما يحدث في المدينة، مؤكدا «أننا بانتظار إطلاق سراح جميع الشبان المعتقلين». وفي وقتٍ سابق، اتهم المرشح الفائز عن الحزب «الديمقراطي الكردستاني» في محافظة كركوك، شاخوان عبد الله، «جهات سياسية خاسرة» في الانتخابات بدفع «مندسين» إلى احتفالات الحزب وافتعال فوضى وعدم استقرار. وقال عبد الله، في مؤتمر صحافي، إن «الجهة التي فقدت مقاعدها في كركوك حاولت زعزعة الامن عبر إرسال مندسين الى جموع المحتفلين من أنصار وكوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني» مضيفاً: «بعد التحقيق تبين أن هناك جهات سياسية متورطة في تلك الأعمال». ولفت إلى أن «القوات الأمنية قامت بحملة اعتقالات للشباب الكرد» مشيراً إلى أنها «اعتقلت اشخاصاً ليست لهم أي علاقة بأي أعمال عنف، لذلك يجب وقف تلك الحملات والاعتقالات العشوائية». وطالب، أهالي كركوك بـ«التزام الهدوء والحفاظ على الاستقرار» داعياً الأجهزة الامنية إلى «الحفاظ على الامن». وأكد أنه «سيتم الافراج عن المعتقلين» معرباً عن أمله أن «لا يستغل الوضع الأمني من الخاسرين». وقال إن «عسكرة المحافظة ليس من مصلحتها ويجب ان يكون الملف الامني الداخلي بيد الشرطة المحلية وبدعم من القوات الاتحادية والبيشمركه بالشراكة». وأعرب، عن شكره لقائد العمليات مشتركة الفريق الأول الركن علي الفريجي على مساعدته في الإفراج عن المعتقلين التي تم اعتقلتهم مساء أول أمس، من قبل قوات لواء 61. وختم بالقول: «كركوك ليست محتلة». إلى ذلك، أصدر المكتب السياسي لـ«الاتحاد الوطني الكردستاني» بيانا حول الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينة كركوك. وقال في بيانه: إن «المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ينظر بقلق إلى الأحداث الأمنية إلى وقعت في كركوك خلال اليومين الماضيين، ونوضح لجميع الأطراف أن بافل طالباني الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني، أعلم رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي بالاعتداءات التي وقعت على منازل الكرد والخروقات التي قامت بها القوات الأمنية واعتقال الشباب، واستمر في اتصالاته مع رئيس الوزراء وكبار المسؤولين في بغداد لمعالجة المشكلة وإطلاق سراح المعتقلين وأكد رفضه لتلك الأوضاع المختلقة». وأضاف البيان أن «الاتحاد الوطني الكردستاني يعتبر كركوك والكركوكيين أكبر من أي مزايدات أو شعارات تطلقها بعض الأطراف من ضمنهما بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، تلك الشعارات تستخدم للنوايا وتحقيق مكاسب حزبية ضيقة، وهذا يعرض القضية المشروعة لكركوك ومصير سكانها الى الخطر، ونحن نعتقد بأن هذا الأمر هو حركة سياسية غير منطقية، لذا، الاتحاد الوطني الكردستاني كقوة مسؤولة وسيتبع أسس حماية روح التعايش السلمي وسيقوم بحماية التعايش في كركوك». وزاد: «كما سيقوم الاتحاد الوطني بحماية حقوق وأرض وكردستانية المدينة وسيعمل بهذه الاستراتيجية، ولن يقبل من أي طرف الاستمرار في الاعتقالات التعسفية وأن يعرض التعايش الاجتماعي إلى الخطر وستكون له خياراته الخاصة في حال حدوث أي جديد».
*
اضافة التعليق