استطلاع للرأي يكشف تفضيل محافظات الجنوب لمرشح مستقل يرشحه التيار الصدري لتولي الحكومة المقبلة

بغداد- العراق اليوم:

كشف استطلاع رأي شمل محافظات جنوب العراق ( البصرة - ميسان - ذي قار) عن تفضيل اغلبية الناخبين في هذه المحافظات لتولي مرشح مستقل عبر التيار الصدري لرئاسة الحكومة المقبلة، لكون التيار قوة حقيقية مؤثرة في الشارع، وقادر على خلق برامج حكومية جادة، فضلا عن تمتعه بمؤهلات اساسية ومزايا  لا يملكها فصيل سياسي حالي مهما كان، وبالتالي سيشكل الصدريون خير سند ودعم للحكومة المقبلة.

وقال المستطلعون الذين شاركوا بشكل عينات، وهم نخبة من المهندسين والاكاديميين، فضلا عن الموظفين والعمال المهنيين، وبعض الفلاحين، وشرائح من الكسبة، انهم: "يفضلون تولي مرشح مستقل وتوافقي تسميه الكتلة الصدرية، مسؤولية المنصب التنفيذي الاول في الحكومة، لما يتمتع به التيار من ثقل نيابي،  خصوصا انه لم يجرب سابقا أي مرشح عنه في موقع رئاسة الوزراء، وهذا يضعهم في الاختبار للمرة الأولى، سيما ان التيار عراقي النشأة والمولد والتكوين ولم يسبق له ان نشأ او ترعرع في أحضان أي دولة أو طرف".

وبينوا أن " الانتخابات النيابية ستفرز حجماً حقيقياً للتيار الصدري، وبالتالي ستفرز قوى الداخل العراقي بشكل واضح وستعبر عن نفسها، حيث ان التيار يعد من ممثلي قوى المعارضة الداخلية ابان النظام الدكتاتوري".

وتابعوا أما " فيما يتعلق بأداء التيار الصدري، فأنه يعد في طليعة القوى التي حاسبت مسؤوليها وعزلتهم وصولاً الى منصب نائب رئيس الوزراء العراقي، وأيضاً فأن التيار لم يحمِ الفاسدين من اتباعه كما فعلت بعض القوى السياسية، بل ولم يتورط أي مسؤول صدري بملف فساد فاضح وواضح طيلة توليهم المناصب التنفيذية المتعددة".

وأشاروا الى أن " ضرورات المرحلة تحتم على الناخب العراقي ان يضع في حسبانه أن العراق بحاجة الى كتلة وطنية وازنة تستطيع أن تلم شمل القوى المتناحرة، وتضع برنامجاً خدمياً وتنموياً واقتصادياً طموحاً كي تمضي بالعراق الى ضفة الأمل، بعد سنوات من الركوس في مستنقعات الفساد والفشل والفوضى والتخبط والسياسات العشوائية".

وقال بعض المشاركين في الاستطلاع، أنهم يفضلون اختيار رئيس وزراء مستقل وبعيد عن الاسماء الحزبية، تتولى تسميته الكتلة الصدرية دون سواها، لأنها الأقدر على التغيير والاستاد الشعبي والاستجابة لمتغيرات الشارع، فضلاً عن كون الأسماء التي زجت بها في هذه الانتخابات جديدة بنسبة تكاد تتجاوز الـ 90%، فيما بعض الأسماء المخضرمة ذات وزن وسمعة طيبة من الاداء".

واضافوا أن " رئيس الوزراء المستقل سيتمتع بقدرة على تنفيذ ما يريد دون أن يلتفت الى الحسابات الإقليمية، أو يراعي مصالح مجاورة، وهذا يعطي انطباعا عن كونه مسنود من قوة عراقية تتحرك وفق اجندتها الخاصة، وهو ما يريده المواطن العراقي ويبحث عنه منذ سنوات، كما ان التيار واتباعه لا يخشون من مواجهة أي

 مسؤول في الدولة، بل ويضعون امامهم طاعة قياداتهم التنظيمية والروحية، ولذا فأنهم منضبطون حتى مع حمل بعض اجنحتهم السلاح ضمن قوى الحشد الشعبي".

وعن اسباب ارتفاع نسب المؤيدين للتيار الصدري في هذه المحافظات، قال بعض المؤيدين ان" التيار يستعين بكفاءات وخبرات من خارجه حين يتطلب الأمر، وقد رأينا انهم عينوا عشرات الوزراء من المستقلين والتكنوقراط، وهذا كان اعترافاً منهم آنذاك بقلة وجود الكادر الذي يستطيع تحمل مسؤولية الوزارة".

وايضاً فأن التيار الصدري نجح في سياسة التأليف الحكومي المتوازن عبر حكومة الكاظمي الحالية،  دون التورط بخوض التفاصيل فيما سبق، وهذا اعفاه من المسؤولية المباشرة عن اخفاق الحكومات المتلاحقة، بل ومكنه من ان يقود هو عملية التقييم والتعديل بحسب ما يقوله المدونون.

ممثل الفقراء

اما بعض المشاركين في الاستطلاع فأنهم عبروا بصدق عن سبب حماستهم للتيار الصدري، اذ أكدوا ان الفقراء هم خميرة التيار وهم عنصره الأساس، وهم من يدافعون عنه، لذا تجد الفقراء يتلفون حولهم ويرفضون بعض القوى البرجوازية والتقليدية التي لا تأبه لمدن الصفيح، ولا للمدن المحشورة حشراً على متن المدن الكبرى.

ويضيفوا أن" الالتصاق والعلاقة الروحية بين الفقراء خصوصاً الشيعة والتيار الصدري تمتد الى زمن بعيد وها هي تتجلى بشكل واضح من خلال هذا الزخم الشعبي الذي يحظى به التيار في المحافظات الأكثر محروميةً ومظلومية.

وتابعوا أن " الأوان قد آن فعلاً ليقود الفقراء هذا البلد، وأن يضعوا بصمتهم عليه بدلاً من استمرار معادلة الحكم للذوات والشقاء والفقر والفاقة والموت للفقراء".

ولذا فأن اي رئيس وزراء قادم يجب ان يتمتع بشرط الاستقلالية والمقبولية الواسعة، والقدرة على العمل في المحيط الإقليمي والدولي، وان يبتعد عن التحزب المقيت ويبقى محايداً، وهو ما يمكن القول انه الاقرب مع فوز التيار الصدري انتخابيا.

علق هنا