بغداد- العراق اليوم: صرح مصدر عراقي مطلع، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه "تمت مناقشة خارطة طريق" وأن "الجانبين كانا إيجابيَين للغاية". وأضاف:"لقد اتفقا على عدة مقترحات بشأن القضايا الثنائية... [و] كانا إيجابيَين بشأن القضايا الإقليمية". وعندما سُئل عن وجود أجندة محددة بشأن القضايا الإقليمية، أوضح المصدر العراقي أن الأمر يتعلق "بالأماكن التي يشترك فيها كلاهما"، من دون الخوض في التفاصيل. وردد مصدر دبلوماسي عربي هذه المعلومات عندما قال إن المحادثات كانت مثمرة، وكشف أن المسؤولين الإيرانيين والسعوديين اتفقوا على الامتناع عن الانخراط في حملات إعلامية ضد بعضهما البعض وحتى أنهما التزما بدعم بعضهما البعض في المنظمات الدولية. وسيشكل هذا الأمر تحولًا كبيرًا بالمقارنة مع السنوات الماضية التي شهدت تناحرًا متبادلًا خرج إلى العلن بين الخصمين الإقليميين. وأوضح المصدر العربي، شريطة عدم الكشف عن هويته أن الاجتماع في مطار بغداد الدولي حضره مسؤولون كبار من إيران والسعودية إلى جانب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وسعت مصادر إيرانية إلى التقليل من مستوى التمثيل في المحادثات، في حين أشارت مصادر عربية إلى أن اجتماع بغداد شهد لقاء بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير. وأكد المصدر العربي أن "الحوار بين الرياض وطهران وصل إلى مرحلة النضج"، مضيفًا أنه من المستبعد جدًا أن "يتوقف هذا التقدم من دون تحقيق خطوات مهمة". والأهم من ذلك أن المصدر الدبلوماسي العربي أكد أن الجانبين اتفقا على إنشاء آلية لحل دائم طويل الأمد في اليمن، حيث تخوض السعودية حربًا مع حركة أنصار الله المدعومة من إيران، والمعروفة باسم الحوثيين، منذ عام 2015. وأكد مصدر ثالث فضل التحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتعليق، أن المحادثات بشأن اليمن وصلت إلى نقطة نوقشت فيها التفاصيل مع القادة الحوثيين. وأكد المصدر الثالث إياه بشكل حاسم، أن كبار المسؤولين الحوثيين المدعومين من إيران أعربوا عن استعدادهم لتسهيل حل طويل الأمد يمكن أن ينتج عن الآلية التي ستنشئها إيران والسعودية. كما أكد المصدر عينه أن الخطوة الرئيسية الأخرى التي ستنبثق عن الحوار الإيراني السعودي في العراق ستتمثل في عودة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. ومع ذلك، لم يوضح المصدر ما إذا كان الخصمان سيعيدان فتح سفارتيهما أو ما إذا كانت هناك خطوة أولية ستمهد لهذا الأمر، كفتح قنصليات مثلًا. لكن توقع تسهيلات دبلوماسية في العاصمتين المعنيتين، يشوبه غموض يكتنف الجدول الزمني لخطوات إحياء العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية. ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في 4 أكتوبر/تشرين الأول التقارير التي تزعم أن وفدًا سعوديًا قام بزيارة إلى طهران لإعادة فتح سفارة البلاد المغلقة في العاصمة الإيرانية. وقطعت الرياض العلاقات مع طهران في يناير/كانون الثاني 2016 بعد أن اقتحم محتجون في إيران مبانٍ دبلوماسية سعودية بسبب إعدام الأخيرة رجل الدين الشيعي السعودي المعارض نمر النمر. وفي هذا السياق، تضغط الحكومة العراقية من أجل تحقيق التكامل الإقليمي، حيث يكون العراق حلقة وصل لسلسلة من مشاريع البنية التحتية والمشاريع السياسية التي تهدف لتحويل البلاد إلى جسر يربط بين الجهات الفاعلة الخارجية بدلًا من ساحة معركة لها. وأطلق رئيس الوزراء الكاظمي على هذه الرؤية، التي تستلزم أيضًا علاقات أوثق مع دول مثل مصر والأردن، تسمية "المشرق الجديد". وقال المصدر الدبلوماسي العربي إن "الجانب العراقي اقترح على الجانبين (الإيراني والسعودي) إنشاء طريق سريع دولي يربط مشهد في إيران بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية عبر مدينة كربلاء العراقية". ونُقل عن المسؤولين الإيرانيين والسعوديين إبداؤهم تجاوبًا كبيرًا حيال الاقتراح العراقي الذي يربط بين البلدين عبر الأراضي العراقية. وفي هذا السياق، ذكر المصدر الدبلوماسي العربي أن الربط بين مشهد وكربلاء ومكة من شأنه أن يساعد على "تعزيز العلاقات على عدة مستويات بين الدول الثلاث". والجدير بالذكر أن مشهد هي موطن أكبر الأماكن المقدسة وأكثرها استقطابًا للزوار في إيران، في حين أن الأمر نفسه ينطبق على كربلاء في العراق ومكة في المملكة العربية السعودية. المصدر: وكالات
*
اضافة التعليق