مؤتمر اربيل التطبيعي وضع الأحزاب الشيعية والكاظمي في حرج التحالف مع برزاني !

بغداد- العراق اليوم:

وجدت القوى السياسية الشيعية الطامحة بتأليف الكتلة النيابية الأكثر عدداً بعد انتخابات تشرين الأول المقبل، نفسها في مأزق لم تختره بإرادتها، بل حشرت فيه حشراً، لاسيما مع التنافس الشديد بين طرفي المالكي والصدر اللذين يسعيان لسحب الكتلة الكردية الكبيرة التي يمثلها الديمقراطي الكردستاني (البارتي) بزعامة مسعود برزاني الى صفهما في لعبة الأرقام التي ستحدد من يقوم بتشكيل الحكومة المقبلة من الكتلتين المتنافستين.

الصدر يعمل منذ عامين على الأقل بحسب مصادر عليمة تحدثت  لـ ( العراق اليوم) على نقل تفاهماته مع برزاني وحزبه من هذا الإطار، الى أطار تحالف استراتيجي قوي، ودفع من أجل ذلك الكثير من الأثمان ليس اقلها الاتفاق النفطي الذي عقدته الحكومة الحالية، وتمرير موازنة 2021، وأيضاً تفاهمات سياسية وأخرى مالية ادى تحالف سائرون النيابي دوراً مهماً وحاسماً في تسهيل حصول الإقليم عليها".

وتشير المصادر، الى أن " المالكي هو الأخر حاول جاهداً خلال الفترة الماضية لترطيب علاقاته مع البرزاني وخطب وده، خصوصاً بعد المشاكل التاريخية التي وقعت بين الرجلين القوييّن في العراق، وهذا ما دفع المالكي ليخوض تجربة ورحلة نحو أربيل، ليضع أوراقه هناك محاولاً الحصول على تحالف معقول ومقبول يمكنه من تجاوز عقدة الصدر التي وضعت امام طموحاته في ان يصل الى الولاية الثالثة".

وتلفت المصادر الى أن مؤتمر أربيل التطبيعي مع اسرائيل كان كالصاعقة التي بددت جهود الطرفين الشيعيين المتنافسين، وأصبحا الان في حرج شديد بعد اضطرارهما الى اعلان مواقف شديدة القوة من هذه الخطوة التي مثلت استفزازاً سافراً لعروبة هذه الأطراف، وأيضاَ اختباراً لوطنيتها، كون القضية تتعلق بملف عربي – اسلامي، فضلاً عن الضاغط الإيراني الذي يعد اسرائيل خطراً قوميا

 داهماً على وجوده، فكيف يمكن أن يقتنع بدولة كالعراق ترتبط بأي شكل من الاشكال بهذا الكيان".

وبطبيعة الحال، فإن الحرج ذاته ينسحب على الكاظمي شخصياً، حيث يرتبط هو الآخر بعلاقات وطيدة مع البرزاني، فضلاً عن ارتكاز مشروعه المتضمن ولاية ثانية على اساس العلاقة بين الصدر والحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ ان أي خلل أو  وهن يصيب هذه العلاقة سوف يبعد منصب رئاسة الوزارة القادمة عن متناول يده.

علق هنا