من يريد تفجير برميل البارود.. يريد أحراق العراق يا دولة الرئيس !

بغداد- العراق اليوم:

فيما يترقب العالم كله ما يحدث في الساحة السياسية والاقتصادية، وعمل الحكومة العراقية على مختلف الصعد، فإن " ثغرة" أو سوء إدارة عسكرية كما سماها القائد العام للقوات المسلحة، تسببت في عودة البلاد الى "مربع الإرهاب والصراع مع داعش" على الأقل في صدارة نشرات الأخبار العالمية، وأن كان الوضع على الأرض لا يقول سوى أنهُ هجوم غادر مؤسف، تسبب باستشهاد عدد من أبطال مقاتلي الشرطة الاتحادية في قاطع كركوك.

هذا الخرق الذي يأتي بعد اشهر من الاستقرار الأمني، دفع برئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة العراقية، الى عقد جلسة طارئة للقيادات الأمنية، والقى باللوم على الإدارة العسكرية.

حيث بحث الكاظمي خلال اجتماع مجلس الأمن الوطني التطورات الأمنية الأخيرة، ترتيب آليات فاعلة لمنع تكرار حصول خروقات اخرى في كركوك.

وقد أكد الكاظمي "ضعف إمكانيات العدو (في إشارة لداعش)، ولكن سوء الإدارة والتقصير أحياناً في عمل القيادات العسكرية يؤديان لحصول بعض الخروقات، مشدداً على أهمية وضع آليات جديدة لتجنب تكرار الحوادث الأمنية".

وشدد على "ضرورة تفعيل دور الأجهزة الاستخبارية، وإيجاد آليات تنسيق فاعلة بين مختلف المؤسسات الأمنية والعسكرية لتجنب الخروقات"، موجها أيضاً "بتشكيل اللجنة المركزية للتحقيق بهذه الخروقات، ومنع تكرارها".

وأشار القائد العام للقوات المسلحة إلى أن "محافظة كركوك تمتاز بتنوعها، وهناك من يسعى إلى خلق فتنة، ولاسيما ونحن مقبلون على انتخابات مصيرية".

واطلع على"تقرير القيادات الأمنية عن أسباب الحادث، وقدم توجيهاته لتحسين أداء قوات الأمن ومنع تكرار الخروقات الأمنية"، موجهاً القيام بـ"عملية نوعية استباقية، تمنع الخلايا النائمة من إعادة التشكيل وتكرار الخروقات".

وفي قراءة تحليلية لما ورد في هذا الاجتماع، يمكن أن نفهم أي حساسية وأي خطر يمكن أن يشكله مثل هذا الخرق على الوحدة الوطنية، لاسيما أن كركوك كما وصفها الكاظمي تمتاز بتنوع هائل، وفيها خصوصيات يجب أن تُراعى، وأن أمنها لا يتحمل أي عبث او تراخٍ أو قلة انتباه وتركيز.

وهذا يؤكد الحاجة الى عمل مركز في الفترة القادمة لمنع عمليات التلاعب بمثل هذا الوضع الخاص، أو تحويله الى قنبلة تنسف الوضع الاجتماعي والسياسي الذي شهد استقراراً نوعياً خلال العام الأخير.

برأينا المتواضع، فأن هناك جملة من القضايا يجب ان تُراعى وتؤخذ بنظر الاعتبار في تفكيك هذه الأزمة، ومنها، وجوب مساندة قوات الشرطة الاتحادية، وعدم تركها لوحدها في قاطع المسؤولية في مثل هذه المنطقة الحساسة، وأيضاً، على القوى السياسية والمتنافسة انتخابياً التحلي بروح وطنية أكثر، وعدم أشغال القائد العام للقوات المسلحة بقضايا سياسية تستوجب وتستنفذ منه الكثير من الجهد، بل عليها مساندته في قيادة العمل الأمني والعسكري وتوفير بيئة لنجاح توجيهاته وترجمة أوامره الى عمل على الأرض، وتمكين الحكومة من أخذ زمام المبادرة، وان تتوفر الاجواء لإدارة أخطر عملية أمنية في تاريخ العراق الحديث، فالعراق يعيش بصراحة وضعاً معقداً أذا نظرنا الى الخارطة المجاورة وما بعدها، وسنعرف أي مشاكل أمنية يواجهها العالم كله، وأي مديات يأخذها الأمر اذا ما قرأنا ما يحدث في افغانستان الآن، ولذا فأن الأمر قد يتعدى كركوك والعراق برمته، وعلى القوى السياسية الانشغال بتقديم برامج انتخابية خدمية، وترك الأمور الأخرى للمختصين،   فالأمن أمن، والسياسة سياسة، ولا يمكن أن يكون أحدهما أسيراً للأخر، فيفسدا سويةً.

كما أن القيادة مطالبة بالاهتمام بل وبمزيد من الاهتمام بالقيادات الرئيسية في قوات الشرطة الاتحادية البطلة، وأسناد الناجح منها ومكافئته وتقييمه، ومحاسبة أي مقصر او قاصر ان وجد.

أيضاً، هناك قدرات شابة ومهنية عالية في تشكيلات قواتنا الأمنية يجب أن تأخذ فرصتها، وأن تعمل في الميدان بحسب اختصاصها، وسنرى نتائج ايجابية بكل تأكيد، فالكفاءة العسكرية العراقية مشهود لها في مثل هذه الظروف.

علق هنا