بغداد- العراق اليوم: رحل عاشق اخر من عشاق الحسين بن علي، متسامياً في فضاء المحبة، حيث يتكور جسده الصغيرة، ليصبح نجمة مضيئة في سماء الملحمة الكربلائية التي لا تزال خالدة متوقدة في قلوب احرار العالم. من العمارة حيث العشق الحسيني الممتزج بمياه نهرها الخالد، كتب هولاء الناس بفطرتهم السليمة معاني الثبات على طريق الحق الذي سلكه امامه قبل اكثر من الف عام، فراحوا جيلاً يتبع جيل يتوارثون هذه القصة العظيمة، وشعارهم الأثير (لو قطعوا ارجلنا واليدين.. نأتيك زحفاً سيدي ياحسين). بالفعل بذل الجنوبيون الذي يغمسون خبزهم الأسمر بعشق مولاهم الحسين، الغالي والنفيس من اجل هذه المسيرة. والغريب في الأمر ان الجنوبي ستجده حسينياً، سواء اكان في اليمين او اليسار، فهو يرى في الحسين قصة العدالة والكرامة ورفض الباطل والطغيان. اليوم مات العاشق جنديل العماري، الشيخ الطاعن الذي شد وسطه بحزام اخضر، ومضى يغذ السير عاما بعد اخر في مسيرة الاربعين التي لا تنتهي، المسيرة التي يبدأ منها الرفض والثورة والقوة. جنديل (شيخ وقدوة زائري الأربعينية) اغمض اليوم اغماضته الابدية، وهو مطمئن مرتاح البال والخاطر، مسرور من نهاية كتبها بقلبه الزكي وصبره وايمانه بعشق لا ينتهي، فأي حكاية حب هذه التي يكتبها هولاء الناس. برحيله تعالت اصوات النعي، وتعالى نحيب محبيه ومن شاهده ورآه في طريقه الحسيني. (العراق اليوم) نعى الراحل الشيخ الوقور عبر فيديو نشره، يوثق مسيره في المسيرة الماضية، فتلقى بعضاً من الردود المؤبنة. فحظي هذا الفيديو بمتابعة واهتمام واسع من قبل الحمهور بمختلف توجهاته، من مسؤولين وفنانين ومثقفين وصحفيين ومدونين، وقد إقترح علينا السيد علي ناطق الزاملي أن نتبنى فكرة جعل الزائر الحسيني الراحل (أيقونة) الزيارة الاربعينية لهذا العام.. في حين، قال المستشار قاسم الاعرجي عن الزائر الراحل: ( هنيئاً لجنديل هذا العشق الحسيني الاسطوري، وسلاماً الى روحه الشريفة في هذه الايام الحسينية المقدسة) فيما علق الفنان العراقي الكبير جواد الشكرچي على فيديو سفر العاشق جنديل : "ما مات من احب حسينا" وهكذا كتب الكثيرون تعليقات حزينة ومحتفية بهذه الشيبة الموالية لقيم الحق والثابتة في زمن زلزلت الناس زلزالاً، ومالت الضمائر وبيعت القيم. فيما توالت التعليقات والمطالبات بجعل هذا العام موسما لتخليد هذا الرجل الطاعن في العشق الحسيني النبيل، وتحويله الى ايقونة للمسير، فهو المخلص الذي أفنى في درب الحسين حياته المديدة. ويطلق (العراق اليوم) نداءً لجميع زوار الأربعينية حول العالم ان يجعلوا من جنديل الحسيني أيقونة لهم، لعظمة هذا العشق ولعظمة هذا المسير الخالد.
*
اضافة التعليق