المرجعية تبدأ الحركة باتجاه التغيير، وممثلها يحذر من " الخطر"

بغداد- العراق اليوم:

حذر ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء عبد المهدي الكربلائي من خطورة تهاون المجتمع وعدم اكتراثه بالإصلاح والتغيير للمجتمع وللآخرين.  

وقال الكربلائي في تسجيل نشره موقع "الأئمة الإثنا عشر"، وتابعه "العراق اليوم" إن "الشعور بالمسؤولية من قبل الفرد تجاه نفسه ومجتمعه، وشعور المجتمع بالمسؤولية تجاه نفسه هي من مقومات الحفاظ على الروح الاصلاحية في المجتمع".  

وأضاف، أن "الشعور بعدم الاهتمام وعدم الاكتراث بإصلاح المجتمع تكاد أن تصبح ظاهرة مجتمعية لدى مجتمعنا، ومنطق الكثير من أبناء المجتمع أنه لا يكترث ولا يهتم لما يدور حوله سواء كان ذلك خطيرا تجاه نفسه أو مجتمعه".  

وأوضح، ان "الإمام الحسين في حركته الإصلاحية يريد أن يعطي مقوماً أساسياً وهو أن كل فرد وكل مجتمع حتى يحافظ على صلاحه واستقراره وقيم الخير والإنسانية لا بد أن يكون له تحرك دائم، وهذا التحرك لا يحصل إلا إذا شعر الأنسان كفرد والإنسان كمجتمع بالمسؤولية عن الآخرين".  

وأشار الى أن "الإمام الحسين يريد ان يشعر الآخرين أن صلاح الفرد لوحده لا يكفي، وهذا الصلاح قابل للزوال بفعل المؤثرات الداخلية والخارجية، بل لا بد ان يكون هناك تحرك لإدامة هذا الصلاح، ولا يكون ذلك إلا بتحرك الفرد والمجتمع".  

وأكد الكربلائي "حاجة المجتمع الى تحرك النخبة للدعوة الى الخير في جميع المجالات وتستشعر المسؤولية تجاه المجتمع وتتحرك دائماً للحفاظ على هذا الصلاح".  

وكان ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، قد أكد، أمس الاثنين، أنّ المرجعية اعتمدت "منهجاً وطنياً" في التعامل مع الأزمات التي تواجه العراق.  

وقال الكربلائي، في اللقاء ذاته، إن "الفتوى المباركة جسدت في مضامينها الكثير من المبادئ التي وردت في مسيرة الإمام الحسين وعلى رأسها نكران الذات والتضحية والإيثار والدفاع عن الوطن والنفوس والأموال والأعراض".  

وأضاف، أن "لسان الخطاب في الفتوى كان موجهاً إلى المواطنين ولم يرد فيه ما يشير إلى مكون أو طائفة معينة، بل ورد فيه إلى أبناء الجيش العراقي الذي يضم جميع المكونات، والمواطنين بصورة عامة، والوطن وما يتعرض إليه من مخاطر، والمواطنين بمختلف انتماءاتهم وما يتعرضون إليه من مخاطر، وكان هذا الخطاب يعبر عن الهم الوطني للمرجعية الدينية لذلك كانت الاستجابة عامة ولم تقتصر على طائفة معينة".  

وأوضح ، أن "المنهج الوطني الذي انتهجته المرجعية العليا في الفترة السابقة ودفاعها عن حقوق ومصالح جميع مكونات الشعب العراقي أدى إلى استجابة جميع المواطنين من مختلف مكونات الشعب العراقي من ديانات أخرى ومذاهب أخرى لفتوى سماحة السيد السيستاني رغم أنهم ليسوا من مقلديه"، مشيراً إلى أن "المرجعية تقف مع جميع مكونات الشعب العراقي في التحديات والأزمات والمخاطر التي يمرون بها".  

وتابع، أن "المرجعية الدينية العليا كان لديها تطابق بين بيانتها وخطبها ومنهجها العملي، كما في المحن والمخاطر التي مرت بها بعض الطوائف العراقية وهم ليسوا من الطائفة الشيعية كما هو الحال في موقف المرجعية من النازحين".  

واستذكر ممثل المرجعية الدينية العليا، موقف المرجع السيستاني "في توجيه معتمديه بنقل المساعدات والادوية والمواد الغذائية الى احدى المناطق المحاصرة من قبل تنظيم داعش وإيصالها إلى المواطنين المحاصرين من الطائفة السنية عبر الطائرات رغم ما فيها من المخاطر الكبيرة على حياة المعتمدين".  

وأكد، أن "البرنامج العملي الحقيقي الذي انتهجته المرجعية الدينية العليا هي هموم الوطن والمواطن بصورة عامة، لذلك حصل تناغم وانسجام كبير بين مواقف المواطنين بصورة عامة والمرجعية الدينية، وكان المواطنين بصورة عامة يقدسون سماحة السيد السيستاني".

علق هنا