بغداد- العراق اليوم: كتب "الخبير الستراتيجي" العراقي، موضوعاً مهماً حول قمة بغداد وما تحقق فيها ومنها.. اليكم ما كتبه الخبير دون تغيير أو حذف أو اضافة:
سألني بعض الإخوة الأعزاء، من قادة الصفّ الأوّل في العراق وخارجه، عن رأيي بما جرى في بغداد الحبيبة؛ وكانت هذه الإجابة :
في الشكل والمضمون، أثبت مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي انعقد في العاصمة العراقية في 28 آب 2021، أن العراق قد عاد.
في الشكل، يمكن الجزم بذلك عبر: 1- الثقة التي منحها اللاعبون الدوليون والاقليميون المؤثرون في المشهدين العراقي والاقليمي لحكومة مصطفى الكاظمي. وهي نتيجة طبيعية للجهد الدبلوماسي الذي بذله السيد الكاظمي منذ أكثر من عام، إضافة إلى جهوده في بناء الثقة مع العواصم الإقليميّة والدوليّة، طوال السنوات الخمس الماضية، منذ رئاسته جهاز المخابرات الوطني. 2- الدعم السياسي والاقتصادي غير المسبوق للحكومة العراقية منذ عام 2003، والتوافق الضمني بين الدول الشقيقة والصديقة على دعم جهود الكاظمي لتثبيت استقرار العراق، وتقريب وجهات النظر بين دول الجوار. وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى جهود رئيس الحكومة العراقية في إطلاق ورعاية الحوار السعودي – الإيراني، والمصري – التركي، وغيرها من اللقاءات غير المعلنة التي عقدت في بغداد. 3- التمثيل الرفيع المستوى للدول المشاركة في المؤتمر، إنجازٌ للحكومة ودليلٌ على ثقة الدول الشقيقة والصديقة في رؤية الحكومة ومقارباتها لكيفية استقرار العراق والمنطقة، والعلاقة التفاعليّة بين الملفين. 4- اللقاءات الثنائيّة التي جرت على هامش المؤتمر، كما بين أمير قطر والرئيس المصري، مثلاً، وغيره من اللقاءات من شأنها أن تؤسّس لعلاقات وثيقة بين دول المنطقة وتساهم في استقرارها. 5- يشكّل المؤتمر عودةً قويّة للعراق ودفعاً مهماً له لاستعادة دوره الطبيعي بين دول المنطقة. لطالما كان العراق ساحة اشتباك، لكنه خلال عامٍ واحد، وفي زمنٍ قياسي، تحوّل إلى ساحة لقاء وحوار، وهذا يُسجّل للحكومة الحاليّة ورئيسها. 6- المؤتمر أبرز صورة العراق الحقيقية، كما أبرزتها القمم الثلاثية زيارة البابا في وقت سابق هذه السنة، وهذا دليل على استعادة البلد عافيته ومكانته. باختصار: العراق قد عاد، وبغداد باتت بوابة سلام واستقرار للمنطقة.
في المضمون: 1- تضمّن البيان الختامي للمؤتمر إشارات مهمة، نذكر منها: رحب المشاركون بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية مشترك مع المحيطين الاقليمي والدولي لتعزيز الشـراكات السياسية والاقتصادية والامنية، وتبني الحوار البنّاء، وترسيخ التفاهمات على أساس المصالح المشتركة، وان احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الايجابي في علاقاته الخارجية. --- دعم المشاركون جهود الحكومة العراقية لتعزيز مؤسسات الدولة واجراء الانتخابات النيابية. --- أقروا بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة، يحب التعامل معها على اساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادىء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية. --- رحب المشاركون بتطور قدرات العراق العسكرية والأمنية بما يسهم في تعزيز الأمن في المنطقة. --- ثمن المجتمعون جهود الحكومة العراقية لتحقيق الاصلاح الاقتصادي وتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات وخلق بيئة اقتصادية مناسبة وتعزيز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص العمل. 2- إقرار تشكيل لجنة متابعة من وزارات الخارجية للبلدان المشاركة للاعداد لاجتماعات دورية للمؤتمر، ولمناقشة المشروعات الاستراتيجية الاقتصادية والاستثمارية التي عرضها العراق، دليلٌ مهم على تقدّم الطرح العراقي، وقدرة بغداد على القيام بدور ريادي في المنطقة. 3- الكلمات التي أُلقيت كلها حملت دعماً واضحاً للحكومة ورئيسها، وأثنت على جهوده وشرّعت الآفاق أمام التعاون والشراكة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية. 4- في الجلسة المغلقة، شدّد المشاركون على ضرورة التعاون والتفاعل الاقتصادي. الكاظمي أكّد على ضرورة استكمال خطّ السكة شلمجة – بصرة، ليصل إلى البحرين المتوسط والأحمر، وما يحمله ذلك من منافع لكلٍّ من العراق ودول الجوار. 5- في الجلسة المغلقة أيضاً، دعا الحاضرون إلى ضرورة تفعيل التعهدات الاقتصادية والاستتثمارية السابقة، والبدء في تنفيذها، والشروع في إطلاق مشاريع استثمارية في العراق. 6- في الجلسة المغلقة، شدّد المجتمعون على ضرورة تنفيذ خط الأنبوب النفطي العراقي – الأردني – المصري. 7- في الجلسة المغلقة، كانت مساحة لترطيب الأجواء وخلق جسور في العلاقاتٍ يمكن البناء عليها. #الخبير_الستراتيجي https://t.me/khaberstr
*
اضافة التعليق