بعد يوم من سقوط كابول.. الكاظمي في الموصل.. رسائل متعددة، أهمها البعد عن السيناريو الأفغاني والتأكيد على قوة العراق

بغداد- العراق اليوم:

قد لا ترتبط في الظاهر، أو حتى في التوقيتات الزمنية مع حدث هز العالم خلال الساعات الماضية، ونعني به عودة حركة طالبان الإرهابية، للسيطرة على العاصمة الافغانية كابول، وبدء سيطرتها مجدداً بعد 20 عاماً على دحرها من قبل القوات الأمريكية.

لكن المراقب الذي يتابع بدقة سيرى أن "الكاظمي" وفريقه الوزاري الذي حضر للمدينة التي كانت بوابة الاختراق الكبير في 2014، والتي منها نفذ تنظيم (داعش) الارهابي، أحد واجهات وفروع تنظيم القاعدة العالمي، والذي تشكل طالبان ايضاً ذراعاً اخر له، واحتل مناطق شاسعة من البلاد، ربما هو لإبراق رسائل واضحة، أهمها الاستعداد التام لكل طارئ، وأيضاً إيصال رسالة للإعلام العالمي أن كل مدن العراق مؤمنة بالكامل، وخاضعة لسيطرة الدولة، وتحكم قواتنا الأمنية قبضتها بكل بأس وشدة عليها، ولا وجود لأي تهديد واضح فيها، والدليل جولة أرفع واعلى مسؤول تنفيذي في شوارع المدينة منذ صباحها الباكر.

هذه الرسالة التطمينية الواضحة، أنما ستعكس حالة القلق والترقب التي سادت العالم بصراحة، أذ عمدت كبريات وسائل الإعلام وأدوات الصحافة العالمية، الى الربط بين الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والأخر المرتقب من العراق، مع أن الفارق كبير جداً، أذ ان عديد ومهام القوات الأمريكية في افغانستان، لا يمكن مقارنته بمثله في العراق، أذ ان تواجد القوات الأمريكية في العراق شكلي ومحدود تماماً، والفاعلية والعمل والقتال والمتابعة وبسط النفوذ والأمن هو للقوات العراقية المتعددة الصنوف، والمدربة جيداً، والتي تمتلك رصيداً هائلاً من الخبرات الميدانية في مجال حرب المدن والشوارع كما هو الحال مع جهاز مكافحة الإرهاب في العراق والذي يعد من أقوى الاجهزة المتخصصة في العالم.

رسالة أخرى أكثر بلاغة، اوصلها الكاظمي الى أن الانحياز التام لأهالي الموصل وكل مدن العراق هو للدولة، ولشرعية القانون، وللعملية السياسية رغم التعثرات الواضحة، وبالتالي لا مناطق فراغ يمكن أن يحتلها داعش او أي تنظيم أخر، كما هو الحال في افغانستان التي نتعرف جميعنا أن لها قاعدة مؤيدة من غالبية الشعب الأفغاني الطامح لإمارة اسلامية متشددة تتناسب مع قيمه البدائية المتخلفة للأسف الشديد.

بعيداً عن اجندة الزيارة والزيارات المهمة التي قام بها الكاظمي لاسيما لسد الموصل، وغيرها من الجولات، نعتقد ان هذه الزيارة ضربة (معلم) وأتت في مكانها وزمانها الصحيح، ونجحت في عكس الصورة، وقلب المعادلة، وحولت المخاوف الخارجية او سيناريوهات وسائل الاعلام الطامحة للأثارة الى مجرد قراءات لا تمت للواقع بصلة، وأن العراق لن يكون افغانستان، كما لن تكون الموصل قندهار، فلا الزمان ولا المكان ولا الجغرافيا ولا الديموغرافيا تتشابه بأي حال مع تلك التي تملأ وديان الافغان الموحشة.

علق هنا