الحزب الشيوعي العراقي يواصل التزامه بنتيجة استفتاء القواعد الحزبية، ويرفض المناشدات بالعدول عن قراره

بغداد- العراق اليوم:



أتت دعوة رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، للقوى المنسحبة من الانتخابات المقبلة، ومن بينها الحزب الشيوعي العراقي، استكمالاً لجهود ومباحثات بدأها هذا التيار وغيره، لإقناع قيادة الحزب الشيوعي العراقي بمراجعة قرارها، ولكن الذي كشف عنه، القيادي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وسام الخزعلي، قطع الطريق على هذه المساعي، أذ أكد الخزعلي في مقابلة تلفزيونية، تابعها (العراق اليوم)، أن" قرار المقاطعة ليس مجرد رغبة قيادة الحزب، أو قرار انفرد به شخص، أنما عكس استفتاء حزبي واسع الذي عكس بدوره مزاج الشارع العراقي، الذي بدا ميالاً نحو مقاطعة انتخابات تشرين القادم، بعد فقدانها لعواملها الأساسية، وعدم الجدية في أن تكون رافعة للتغيير في البلاد، قدر ما هي تجربة ستكرر ذات النتائج التي رفضها الشعب العراقي في انتفاضة 2019  والتي انتهت بإسقاط حكومة عادل عبد المهدي".

إن هذا التوجه لدى القيادة الشيوعية في العراق، يعكس برأينا تحولاً جذرياً في مسارات تفكير الحزب الشيوعي الذي بدأ على ما يبدو منهجاً أخر، حيث اخرج القرار السياسي من اللجنة المركزية، ودوائر الحزب الداخلية الى تحويل المشاركة من عدمها الى فضاء نقاش شعبي مفتوح مما يعني أن الحزب يريد ان يضع مسؤوليات القاعدة الشعبية، هي الأولوية في صناعة مساراته القادمة، وانهاء حالة (اللا توافق) بين القرار السياسي الذي تتخذه القيادة، والتفكير والمزاج التنظيمي والشعبي الذي قد يرى خيارات أخرى.

الآن، اصبح من المؤكد أن الحزب الشيوعي العراقي اصبح بقرار شعبي خارج العملية السياسية، وهي خسارة معنوية كبيرة للحياة السياسية في البلاد كما يراها مراقبون، فحضور الحزب المعنوي كبير جداً، ليس لأنه عميد الأحزاب الوطنية في العراق فحسب، إنما لأنه يحظى بثقة واحترام الشارع العراقي بشقيه السياسي والشعبي، رغم أن نتائج الحزب الانتخابية لم تكن مؤثرة بشكل يناسب تاريخه اللامع، والأسباب قطعاً معروفة.. لكن هذا الخروج وهذه المقاطعة قد يدفعان بالبلاد الى مسارات صعبة، وينذران بتغييرات عاصفة ان لم يتم مراجعة هيكل العملية السياسية مجدداً، والبدء بمراجعات جذرية فاعلة، من شأنها اقناع المواطن البسيط في جدوى الانتخابات، وقدرة الصناديق على تغيير الواقع السياسي والاجتماعي الذي يعاني احتقانات متواصلة.

وأخيراً، فقد جاء تصريح القيادي وسام الخزعلي عبر هذه المقابلة، ليس لتوضيح الصورة فقط، إنما أيضاً ليضع النقاط على الحروف، ويبرز  بشكل دقيق وواضح رأي قيادة الحزب بشأن ما تردد أخيراً من إحتمالات الاستجابة لمناشدات تيار الحكمة وزعيمه السيد الحكيم، وقبل ذلك لمناشدة الرئيس الكاظمي أيضاً، حيث أظهر الخزعلي بشكل قاطع التزام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بنتيجة استفتاء القواعد الحزبية الرافضة للمشاركة في الانتخابات القادمة .. اليكم المقابلة في هذا الفيديو:

علق هنا