اي حكومة ستشكل بغياب الصدر، وهل دخلنا مرحلة المخاوف من سيناريو ٢٠٠٣ وعودة العنف مجدداً ؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد ٢٠٠٣ لم يشترك التيار الصدري بشكل حقيقي في السلطة الجديدة، وغاب عن مشهد مجلس الحكم الانتقالي وحكومته، ولاحقاً عن حكونة علاوي الانتقالية هي الاخرى، الامر الذي شكل استبعاداً لقوى شعبية من قوى الداخل، فكان اللجوء للعنف والصراع بديلاً موضوعياً عن المشاركة، لاحقاً جرى ضم التيار الصدري لكن باشتراطات واضحة، وكان اللاعب الاقوى الذي بيده ورقة واقعية هي الشارع.

اليوم تكاد لحظة عام ٢٠٢١ تشابه ذلك السيناريو القديم الرهيب، باختلاف عدم ميل الصدر شخصيا للجوء الى اساليب استخدام قواه التقليدية، لكن من يضمن بقاء تياره وانصاره صامتين ان تشكلت حكومة لا يكون لهم فيها القدح المعلى.

تعليقاً على هذه المخاوف  يقول سياسي ونائب سابق في تصريح صحفي، أنه «بعد أن تأكد الجميع من أن قرار زعيم التيار الصدري بعدم المشاركة في الانتخابات قرار

قطعي ولا مجال للتراجع عنه، بدأت المخاوف الجدية بشأن النتائج التي يمكن أن تترتب على هذا الغياب»، مبيناً أن «أبرز ما بات يخشى منه داخل بعض الأوساط الشيعية هو إمكانية حصول اقتتال شيعي - شيعي في المستقبل حتى بعد تشكيل الحكومة المقبلة التي لم يعد الصدر منافساً في تشكيلها بعد انسحابه من الانتخابات، وما يمكن أن يسببه هذا الانسحاب من تغيير في موازين القوى داخل البرلمان المقبل».

ويمضي السياسي المستقل قائلاً: «كان هناك أمل في أن يعدل الصدر عن قرار المقاطعة، لكن بعد محاولات حثيثة جرت لإقناعه؛ ومن بينها رفضه استقبال أي وفد حتى لو كان رفيع المستوى بهدف إقناعه بالعدول عن المشاركة، فإن الأمور بدأت تأخذ مستوى آخر من المخاوف والقلق حتى بين أولئك الذين عملوا طوال الفترة الماضية على التشكيك في قرار الصدر منطلقين من تجارب سابقة في هذا المجال، وبالتالي لم تنجح محاولات استفزازهم له بالعودة؛ الأمر الذي جعل الجميع الآن يفكر في كيفية التعامل مع خيارات الصدر ما بعد الانتخابات وتشكيل البرلمان المقبل، ومن ثم الحكومة»، مبيناً أنه «في الوقت الذي يرى فيه البعض أن الصدر ربما يريد أن يكون له دور في تنصيب رئيس الوزراء المقبل أو يكتفي بحصص من المناصب والوزارات؛ فإن أطرافاً أخرى ترى أن لدى الصدر خطة لم تتضح معالمها لا تتوقف عند حدود المساهمة في ترشيح رئيس الحكومة المقبل أو الحصول على مواقع وزارية لتياره؛ بل تتعدى ذلك لا سيما إذا ما رست سفينة الحكومة المقبلة عند (تحالف الفتح) وهو خصم كبير للصدر أو حتى للمالكي الذي يبدو أنه طامع في العودة إلى منصب رئاسة الوزراء رغم تأكيدات سابقة له أنه لم يعد لديه طموح في هذا المنصب بقدر ما يريد استقرار العملية السياسية».

ويختتم السياسي العراقي حديثه بالقول إن «خصوم الصدر يعرفون مدى قوته، وبالتالي يصعب تجاهله في أي معادلة سياسية، فضلاً عن أن الرهان على تشتت جمهوره في حال لم يشارك أعضاء التيار واحتمال انتخابهم بدلاء من الأحزاب الشيعية، يبدو خاسراً؛ لأن الصدر وضع خطة لكيفية تحصين جمهوره من أي محاولات اختراق».

علق هنا