بغداد- العراق اليوم: في موقف لافت قامت جماهير محافظة واسط بطرد وزير الشباب والرياضة السابق عبد الحسين عبطان، ورميه بالحجارة بل وبالأحذية أيضاً، وهو الذي وصل المدينة لغرض البدء بحملات انتخابية لقائمته التي يرى البعض انها ضمن قوائم الظل التي تتبع تيار الحكمة، وأنها جزء من تكتيكات هذا التيار لغرض توسيع قاعدته النيابية والجماهيرية. لكن الأمر لم يكن جديداً على عبطان ذاته، فقد تعرض لموقف مشابه اثناء افتتاح ملعب النجف في العام 2017، في معقله الذي ينطلق منه، وقامت الجماهير بالهتاف ضده وضد الحكومة انذاك. عبطان الذي بدأ حياته العملية حارساً لزعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، الراحل محمد باقر الحكيم، ظل في هذه الأدوار، حتى تعيينه نائباً لمحافظ النجف أسعد ابو كلل، فيما وصفه محافظ النجف الأسبق عدنان الزرفي، بأنه رجل يعمل للأطلاعات الايرانية كما هو الحال في وثائق ويكليكس المنشورة على مواقع الأنترنت. يطمح عبطان للعب أدوار كبيرة جداً، لاسيما أنه حظي بمقعد نيابي عبر ترشحه على قوائم المجلس الاعلى انذاك، وأيضاً استوزر في حكومة حيدر العبادي، وتولى منصب وزير النقل وكالةً، وقد اثيرت الشبهات والملفات الكبيرة ضده وضد أدارته لهذه الوزارة بالوكالة. من المؤاخذات الكبيرة على الرجل، هو عدم وجود مؤهل دراسي لديه، وكثرة الحديث عن تزوير شهادته الدراسية، وأيضاً ارتباطه الوثيق ببعض الدوائر الايرانية، وأيضاً انتمائه السياسي الواضح وخطه ومنهجه، ولذا فأن وصوله الى مواقع متقدمة في الدولة العراقية، أمر غير وارد، وغير محسوب، لأن هذا سيعني اعادة العراق الى ان يكون جزءاً من المحور الايراني ضد المعسكر الأخر، وهذا ما يعني اشعال حرب أخرى في الأقليم كله، لا في العراق وحده. مراقبون يرون أن " عبطان لن يكون أكثر من ظل سياسي للحكيم أو غيره من القوى، ولكنه لن يتمكن من تحقيق اختراق نوعي في الانتخابات القادمة في ظل المعطيات المتوافرة حالياً". ورأى المراقبون أن " مضي الرجل بمشروعه الطموح ليس الا جزءاً من محاولة كسب الوقت، والا فأن النتائج واضحة جداً، وأن اغلب هذه القوى الناشئة لن يكتب لها النجاح، أو ان تكون ذات تأثير على الأرض". واشاروا الى أن " عبطان لا يصلح للعب أي دور سياسي كبير في البلاد، التي تبحث عن فرص استقرار سياسي والابتعاد عن مطبات الولاءات المتعددة، أو عناصر التوتير في علاقاتها التي بدأت تعود لمجاريها الطبيعية أخيراً، وهي بحاجة الى استمرار انعاشها بشكل مستمر لا تعريضها لصدمات كبرى عبر التلاعب بمصير الاستقرار السياسي فيها الذي لا يزال هشاً وينتظر الكثير من العمل والجهود لتثبيته".
*
اضافة التعليق