بغداد- العراق اليوم: أعلنت وزارة الخارجية متابعة حادثة مقتل مواطن عراقي على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا، والتي تشهد تدفق مهاجرين عراقيين في موجة نزوح جديدة هربًا من الأوضاع في العراق. وعثر حرس الحدود البيلاروسي، في وقت سابق، على عراقي "قُتل بقسوة" في ميدينينكاي، الحدودية مع ليتوانيا، وفق السلطات في مينسك عاصمة روسيا البيضاء وأكبر مدنها. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان مقتضب إنّ "سفارة جمهوريّة العراق في موسكو تتابع ببالغ الاهتمام تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة مواطن عراقي على الحدود المشتركة بين بيلاروسيا وليتوانيا". وأضاف الصحاف، "نجدد الدعوة لكل العراقيين أن لايكونوا هدفًا لشبكات التهريب والاتّجار بالبشر". وقالت وسائل إعلام إنّ الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، أمر بفتح تحقيق في وفاة عراقي على الحدود مع ليتوانيا، في خضم توترات سياسية ومتعلقة بالهجرة بين البلدين. وذكرت قناة تلغرام غير الرسمية للرئيس البيلاروسي، أنّ الحادثة وقعت "أمام حرس الحدود البيلاروسيين"، مشيرة إلى "إبلاغ الرئيس على الفور بالمقتل الصادم للعراقي العائد من ليتوانيا". وفقد أثر آلاف العراقيين الذين اجتازوا الحدود بين بلاروسيا وليتوانيا في مساع لبلوغ دول أوروبية تمنح حق اللجوء، عبر شبكات مهربين نشطت بشكل واسع. وسجلت ليتوانيا دخول أكثر من 4 آلاف مهاجر، معظمهم من العراقيين، خلال أشهر قليلة، مقابل 81 فقط في عام 2020 بأكمله. واختار الهاربون الطريق الجديد نظرًا لسهولة الحصول على تأشيرة دخول إلى بلاروسيا والرحلة الآمنة بعيدًا عن البحر، لكنهم وجدوا أنفسهم في كماشة الصراع بين بلاروسيا وليتوانيا التي قالت، مؤخرًا، أنّها ستقوم بإبعاد أولئك الذين يحاولون دخول أراضيها. وتتهم ليتوانيا مينسك بتنسيق تدفق المهاجرين، وخاصة من العراقيين، كرد على العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي، وهو ما تنفيه السلطات في بلاروسيا، فيما يؤكد الاتحاد الأوروبي أنّ مينسك تستخدم المهاجرين كسلاح للضغط على جارتها التي تستضيف معارضي النظام البيلاروسي. وطالب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في نهاية تموز/يوليو، من السلطات العراقية تقديم تبرير عن سبب استخدام مطار بغداد لنقل مهاجرين إلى بيلاروس من حيث ينتقلون بشكل غير قانوني إلى ليتوانيا. وتقول السلطات في بلاروسيا، إنّ نحو 40 مهاجرًا، بينهم نساء وأطفال، عادوا إلى بيلاروس "مصابين بجروح" بعد أن أعادتهم ليتوانيا. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أدلبرت يانيس، الثلاثاء 3 آب/أغسطس، إن العمل الدبلوماسي متواصل مع العراق لحل المسألة، مشيرا إلى تقديم اقتراح يقضي بتقييد تأشيرات الدخول الممنوحة لمواطني عدة دول منها العراق "لحثها على التعاون أكثر في مسألة استعادة المهاجرين غير النظاميين". بدورها تنفي السلطات العراقية، "تشجيع المواطنين على الهجرة"، مبينة في بيان رسميّ أنّ "بعض السائحين العراقيين يقررون الهجرة نتيجة التغرير بهم من قبل عصابات الهجرة غير الشرعية". وقال البيان الصادر عن مستشارية الأمن الوطني، إنّ "مطار بغداد الدولي مخصص للسفر الشرعي فقط، وحيث أنّ روسيا البيضاء تسمح شرعيًا وقانونيًا للسياح العراقيين بدخول أراضيها فلا يمكن للدولة العراقية أنّ تمنع مواطنيها من السفر إلى دولة بشكل شرعي (ولا تستطيع اي دولة في العالم أنّ تقوم بمنع مواطنيها من السفر بشكل شرعي)".
*
اضافة التعليق