بغداد- العراق اليوم:
أكد صندوق النقد الدولي على اتساع الفجوة في التعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة كورونا، بين الدول المتقدمة والنامية.
وأبقى صندوق النقد الدولي، على توقعاته لأكبر تعاف للنمو الاقتصادي العالمي منذ 4 عقود، في الوقت الذي غير فيه توقعاته الإقليمية الأساسية في ظل التفاوت بين دول العالم بالنسبة للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد. دور اللقاح
وقال صندوق النقد، في تحديث لتوقعاته الاقتصادية العالمية، إن هذا التباين اعتمد إلى حد كبير على تحسن إمكانية الحصول على اللقاحات المضادة لكوفيد-19 والدعم المالي المستمر الذي تقدمه الاقتصادات المتقدمة في الوقت الذي تواجه فيه الأسواق الناشئة صعوبات على هاتين الجبهتين.
ورفع صندوق النقد الدولي، توقعاته للنمو في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات الغنية لكنه خفض تقديراته للبلدان النامية التي تكافح قفزة في الإصابات بفيروس كورونا. معدلات التطعيم
وقالت جيتا جوبيناث كبيرة الخبراء الاقتصاديين لدى الصندوق، وخلال مؤتمر صحفي: "جرى تطعيم ما يقرب من 40% من السكان في الاقتصادات المتقدمة بشكل كامل، مقارنة بنسبة 11% في اقتصادات الأسواق الناشئة، ونسبة ضئيلة في البلدان النامية منخفضة الدخل".
وأضافت: "أدت معدلات التطعيم الأسرع من المتوقع والعودة إلى الحياة الطبيعية إلى تعديل التوقعات صعودا، في حين أدى عدم الحصول على اللقاحات وتجدد موجات الإصابة بكوفيد-19 في بعض البلدان، ولا سيما الهند، إلى خفضها".
ومازال صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي بمعدل 6%، بعد انكماشه في العام الماضي بنسبة 3.2، وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية.
في الوقت نفسه خفض الصندوق في تقريره الصادر، الثلاثاء، توقعاته لنمو الاقتصادات الصاعدة خلال العام الجاري إلى 6.3% من توقعات بلغت 6.7% في تقرير أبريل/ نيسان الماضي.
بينما رفع الصندوق، توقعاته لنمو الاقتصادات المتقدمة بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 5.6% خلال العام الجاري.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء الأمريكية، إلى أن بريطانيا حققت أكبر ارتفاع في توقعات نمو اقتصادها حيث يتوقع الصندوق نمو الاقتصاد البريطاني خلال العام الحالي بنسبة 7%، وهو ما يقل قليلا عن توقعات بنك إنجلترا المركزي.
في الوقت نفسه رفع صندوق النقد توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل من 4.4%، إلى 4.9%.
وقال الصندوق، إن اللقاحات أصبحت خطا فاصلا أساسيا يقسم دول العالم إلى كتلتين، واحدة تتطلع إلى المزيد من تطبيع الحياة فيها بفضل التوسع في تطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا المستجد وأغلبها من الدول المتقدمة,
وتابع: أما الكتلة الثانية فما زالت تعاني من ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس وبالتالي تخضع للقيود الرامية إلى الحد من انتشاره وما يترتب على ذلك من مشكلات اقتصادية وأغلب دول هذه الكتلة من الدول النامية والصاعدة. توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي
ورفع صندوق النقد الدولي بشكل كبير توقعاته للنمو في الولايات المتحدة إلى 7% للعام 2021 وإلى 4.9% للعام 2022، بزيادة 0.6 و1.4 نقطة مئوية على الترتيب عن توقعات أبريل/ نيسان الماضي.
وتفترض التوقعات أن الكونجرس الأمريكي سيوافق على اقتراح الرئيس جو بايدن لتقديم ما يقرب من 4 تريليونات دولار لدعم الإنفاق على البنية التحتية والتعليم والأسر. منطقة اليورو
ورفع الصندوق توقعاته للنمو في منطقة اليورو بمقدار أقل بلغ 0.2 نقطة مئوية للعام 2021، بينما انخفضت توقعات النمو في اليابان 0.5 نقطة مئوية، في انعكاس لارتفاع عدد الإصابات وتشديد القيود في النصف الأول من العام.
وشهدت الهند، التي تعاني موجة هائلة من الإصابات بفيروس كورونا هذا العام، أكبر خفض في توقعات الصندوق لنمو اقتصادها إذ بلغ ثلاث نقاط مئوية إلى 9.5% للعام 2021.
كما خفض صندوق النقد توقعاته للنمو للعام 2021 في الصين بمقدار 0.3 نقطة مئوية استنادا إلى تراجع الاستثمار العام وإجمالي الدعم المالي.
وخفض صندوق النقد توقعاته للنمو في إندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند وفيتنام حيث تؤثر الموجات الأحدث من إصابات كوفيد-19 على النشاط. وتوقع الصندوق أن تنمو الاقتصادات الناشئة في آسيا 7.5% هذا العام، بانخفاض 1.1 نقطة مئوية عن توقعاته في أبريل/نيسان الماضي.
وقلص صندوق النقد توقعاته للنمو في البلدان منخفضة الدخل بمقدار 0.4 نقطة مئوية للعام 2021، مشيرا إلى بطء توزيع اللقاحات باعتباره العامل الرئيسي الذي يعوق تعافيها.
*
اضافة التعليق