هل سينجح السيناريو التونسي في العراق، وكيف سيكون الحال لو أعلن برهم صالح حل الحكومة وتجميد البرلمان؟

بغداد- العراق اليوم:

يزداد المشهد السياسي والأمني تعقيداً في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ويقابل ذلك قلق في الشارع الذي بات بين مطرقة الواقع الذي يزداد سوءاً رغم كل الجهود المبذولة، ولكنها تضيع في فجوة التركة الثقيلة التي ينوء بحملها العراق على مدى اكثر من خمسة عقود تقريباً، الأمر الذي يرجح فرضية ان يأتي حل أو تعقيد بالأحرى من خارج الأفق المتوقع، وهو ما يراه البعض بعيداً بفعل عوامل داخلية وأقليمية، حيث لا يمكن أن يشبه العراق، تونس بأي حال.

ويرى مراقبون تحدثوا لـ (العراق اليوم)، أن " الانقلاب الذي قام به الرئيس التونسي قيس سعيد في بلاده، يحظى بالفعل بدعم شعبي تونسي أولاً، ودعم خليجي واضح ( السعودية والأمارات) فضلاً عن تشجيع مصري، لكنه مستبعد تماماً في العراق، حيث ان التعقيدات الداخلية، والتشظي الواضح في القرار الأمني، وايضاً عدم الرغبة الشعبية في استعادة عصر الانقلابات، كلها عوامل تبعد العراق، وتمنع من تكرار السيناريو التونسي، حتى لو فكر الرئيس برهم صابح أو غيره مجرد تفكير بالعملية الانقلابية".

وعن إمكانية ان تنجح القوى المضادة (البعثية مثلاً) في العراق، بتنفيذ سيناريو انقلابي، قال مراقبون أن " هذا مستبعد ايضاً نظراً للسوء والاجرام الذي خلفه البعثيون ورائهم، حيث لا تزال جرائمهم تتكشف حتى بعد عقدين على اسقاط نظامهم المجرم، لكن هذا لا ينفي وجودهم سواء عبر اختراق مؤسسات الدولة الهشة، أو استغلالهم للفضاء الاعلامي وتأجيج الرأي العام في البلاد".

ولفتوا الى أن " أي تحرك انقلابي بعثي أو غيره في العراق سيواجه بالسلاح، وستكون هناك حرب اهلية لا تبقي ولا تذر، ولن تنتهي بانتصار اي جهة تفكر بقيادة انقلاب في العراق".

وعن القراءات لواقع البلاد السياسي ومستقبل العملية الانتخابية، قال المراقبون أن : " هذا الاختبار سيكون الأصعب والأكثر تحدياً مما سبقه من اختبارات، حيث سيجد العراقيون انفسهم امام استحقاق في استكمال أسس التغيير المنشودة، وأيضاً ستكون هناك اعاقات وممانعات للقوى التقليدية التي لن تستلم بسهولة، لذا فأن التغيير لن يكون متاحاً، وقد تؤدي نتائج الانتخابات المبكرة الى فوضى عارمة تجتاح البلاد، وتؤدي الى صدامات دامية".

وبينوا أن " أفضل ما جرى خلال الأشهر الماضية، هو ابتعاد الحكومة عن الخوض في الانتخابات وبقائها محايدة، وهذا قد يمنحها الفرصة للحد من انزلاق البلاد نحو مآلات عنيفة.

علق هنا