بغداد- العراق اليوم: كتبَ المحرر السياسي في ( العراق اليوم): ترسمُ الظلال القاتمة على المشهد السياسي الساخن في بغداد، ملامح الصورة المتوقعة لموقعة تشرين المقبل، في ظل تنامي ثلاث فرضيات لا غير، ولا يتوقع أن تشذ الأحداث عنها بأي حال، الاً في حال وقوع زلزال سياسي قد يغير المنطقة برمتها، لا العراق فحسب، وهذا مستبعد بالنظر الى الواقع الذي تعيشهُ المنطقة، وما تلقيه أجواء كورونا من ثقل على دولها التي تعاني بشكل حقيقي من تبعات كارثية على اقتصادياتها الريعية بشكل وبأخر، لاسيما دول البترول والتي يشكل العراق جزءاً منها. وبالعودة الى الملف العراقي، فسنرى أن الخطوة التي أقدم عليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بالأنسحاب من الانتخابات المقبلة، اعادت ارباك المشهد السياسي بشكل تام، وقلبت بهجة وشحنة الاستعدادات التي بدأت الى وجوم وأنتظار، بأتجاه الدخان الأبيض الذي قد يتصاعد من مقر اقامة الصدر في بيروت بعد حديث عن تركه النجف قبل ايام متوجهاً الى لبنان، لربما لمزيد من المباحثات مع الايرانيين او من يمثلهم هناك، أو تخلصاً من الوساطات التي بدأت تصله في النجف لثنيه عن موقفه. في كل الأحوال، نحن كما قلنا امام ثلاثة سيناريوهات، وستكون نتائجها جميعاً صعبة وتحتاج الى تعامل حذر وقراءة دقيقة، والاً فأن الأمور ستتجه الى الانزلاق، وهذه السيناريوهات كالأتي: الأول : أن يجري تنظيم الانتخابات المبكرة بغياب الصدر وكتلته، وسيحدث هذا فراغاً واضحاً في ملف التنافس في الدائرة الشيعية، وقد يدفع بالصدر وأنصاره الى استخدام الشارع مرةً أخرى، ويعيدنا الى المربع الأول الى ما قبل 2005 بالتحديد، وبالتالي يصبح الاقتتال الشيعي – الشيعي، السيناريو الأقرب للتحقق. الثاني : أن تجري الانتخابات بمشاركة الصدريين دون الصدر نفسه، بمعنى أن يمنح الصدر ضوءاً اخضر لأنصاره ومحبيه ومنتظميه بالمشاركة ناخبين ومُنتخبين، وبالتالي ستظهر كتلة نيابية غير كبيرة، لكنها مؤثرة، وستكون ذات حضور في التمثيل السياسي وسيتخلص الصدر من تبعاتها، ونعتقد أن هذا السيناريو هو الأقرب بأي حال. الثالث: أن لا تُجرى الانتخابات من الأساس، وأن تُرحل ويستمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بموقعه، وأن تستكمل حكومته الاشراف على عمليات انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وهذا السيناريو يعد مقبولًا من القوى القريبة من طهران، لاسيما ان الكاظمي سينجح في انتزاع موقف واضح من ادارة الرئيس الامريكي بايدن في انسحاب هادئ ومنظم بحلول نهاية 2021 الجاري. أن المطلوب الآن، هو الحفاظ على تهدئة عالية، وتجنب التوتير الداخلي، وأن تستمر الامور بالأتجاه الى نحو حلحلة الأوضاع المرتبكة، وأعانة هذه الحكومة لتجنب سيناريوهات ( الانتخابات غير واسعة المشاركة)، أو الانتخابات المُقاطعة من طيف قوي ومؤثر قد يضطر الى استخدام العنف وسيلة للتعبير عن موقفه السياسي.
*
اضافة التعليق