بغداد- العراق اليوم:
كتب المحرر السياسي في ( العراق اليوم ) : تقتربُ بغداد من وضع الخاتمة للحوار الاستراتيجي الذي بدأ العام الماضي مع تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراء، حيث انعقدت أولى جولات الحوار مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، لتستكمل ادارة الرئيس بايدن الجولات الأخرى، ويبدو أن زيارة الكاظمي الى واشنطن، تأتي لوضع الخاتمة لهذه الجولات المتتالية، والتي من المؤمل ان تنتهي بإقرار انسحاب القوات العسكرية الأمريكية المشاركة في التحالف الدولي لمكافحة داعش، وبدء تنظيم علاقات العراق والولايات المتحدة العسكرية والأمنية. وبحسب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، فأن بغداد وواشنطن ستتفقان خلال جولة حوار مرتقبة لجدولة انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، لافتاً إلى أنها الأخيرة. وقال حسين، إن "جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين العراق والولايات المتحدة ستكون الأخيرة"، مبينا أن "جولة الحوار هذه ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأمريكي". وأضاف أنه "ليست هناك قواعد أمريكية في العراق"، لافتاً إلى أن "الأمريكان يتواجدون في معسكرات عراقية وليست أمريكية". وأشار إلى أن "الإدارة الأمريكية الحالية تفهم الأوضاع في العراق بشكل يخالف الإدارة السابقة"، منوهاً إلى أن" رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سيناقش مع ولرئيس جو بايدن مجمل العلاقات العراقية الأمريكية". ورجح وزير الخارجية العراقي "عودة العراق وأمريكا إلى اتفاق العام 2008، بعد انتهاء جولات الحوار"، مؤكداً أن "تنظيم داعش الإرهابي ما زال يشكل تهديداً، ونحتاج إلى دعم استخباري أمريكي". وبيّن أن "الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن سيتطرق إلى مجالات مختلفة"، مؤكدا أن "الحوارات مع الولايات المتحدة في المستقبل ستكون مختلفة". وتابع أن "الإدارة الأمريكية الحالية تفهم الأوضاع في العراق بشكل يخالف الإدارة السابقة". ومن المقرر أن يجري الكاظمي زيارة إلى الولايات المتحدة في 26 تموز/ يوليو الجاري، وسيقوم بايدن باستضافته، بحسب ما أعلن البيت الأبيض. وذكر بيان البيت الأبيض أن الزيارة ستركز على المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك مبادرات التعليم والصحة والثقافة والطاقة والمناخ، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي مع العراق في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، ومنها الجهود المشتركة لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش. ويحاول العراق أن يوازن بين مهمة الانسحاب الأمريكي من البلاد، وأيضاً منع جماعة داعش الأرهابية، والتنظيمات الإرهابية المناظرة لها من استعادة نشاطها، أو حتى سيطرتها على مدن وقصبات عراقية بفعل الفراغ الأمني والاستخباري الذي سيخلفه انسحاب أمريكي سريع وغير مدروس كما حصل في السيناريو الأفغاني.
*
اضافة التعليق