بغداد- العراق اليوم: لم يمر على بغداد بحسب ما يقوله أهلها، عهد أن اهملت بمثل هذا الكم من الإهمال الذي تعانيه الآن، لاسيما في عهد امينها الحالي، وخصوصاً في أحيائها الفقيرة التي تشكل عمود المدينة الفقري، وشريان حياتها النابض، والرئة التي تحتاج الى المزيد من الرعاية والاهتمام كي تتنفس المدينة ككل. هذه المدينة التأريخية العظيمة، والتي تعاقبت الحكومات والأنظمة عليها، وكلما تشابكت الأسنة والرماح عليها، نهضت كعنقاء من رمادها، وعادت أجمل واكثر زهواً بأهلها، أو كما يقول سيد النخيل المُقفى السيد مصطفى جمال الدين : بغداد ما اشتبكت عليكِ الاعصرُ إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ مرّت بك الدنيا بغداد، المدينة والناس، تعيش هذه الأيام مأساة خدمية، وتراجعاً واضحاً، الى الحد الذي ضج منه أهالي المدينة، وهم يرون أن ملياراتها التي تأتي لخزائنها تذهب لمشاريع ترفية لا معنى لها، والى مشاريع ما انزل الله بها من سلطان، فما معنى أن تشكو أحياؤها انقطاع المياه، أو طفح المجاري، أو نقص الخدمات الأساسية، فيما يُنفق مبلغ 6 مليار دينار لتطوير شارع المتني، مع أنهُ شارع جميل، وحضاري ومتكامل بحضوره الثقافي والمعرفي، وليس بحاجة الى ان يحرم مدينة الثورة (الصدر) او الشعلة او الاسكان أو الشعب ..الخ من مبلغ تحتاجه كما يقول أهالي هذه المدن الذين شكوا لنا الحال، وضياع أصواتهم التي بحت من المناشدات، كما يتسائلون عن علاقة الموسيقي (نصير شمه) بهكذا مشاريع .. ؟! فاليوم، ومع شديد الأسف، يقول البغداديون أنهم " باتوا يتحسرون على ايام صابر العيساوي أو نعيم عبعوب أو حتى ايام ذكرى علوش، بعد أن غابت الأمانة عن الناس، وأنشغلت بمشاريع لا تعني حياتهم وتفاصيلها المليئة بالمشاكل والاحتياجات". بغداديون طالبوا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بإعادة النظر في خياراته بما يخص الأمانة، أو على الأقل ان يكلف مستشاريه ومعاونيه بأعداد ورقة عمل ملزمة للأمانة للنهوض بواقع الأحياء الشعبية في بغداد، وأن يقدموا رؤية شاملة لإدارة مخصصات هذه المؤسسة وأدارة ايراداتها بما يضمن حقوق الفقراء، ويعيد لهم خدماتهم التي يبحثون عنها في كل مكان.
*
اضافة التعليق