مراسل (العراق اليوم) في الناصرية يروي تفاصيل الحريق المفجع في مركز النقاء المخصص لمصابي كورونا في الناصرية

بغداد- العراق اليوم:

في ذروة انتشار  وباء كورونا، وحين امتلأت اجنحة مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية بالمصابين، ولم تعد تتسع للمزيد، انشأت العتبة الحسينية المقدسة   بالتعاون مع ادارة الصحة مركزاً صحياً كراڤانياً مصنوعاً من مادة ( الساندويچ بانل) وافتتح رسميا في ٢٧ يوليو ٢٠٢٠، ليكون موقعه مقابلاً لمبنى مستشفى الحسين داخل حرمه.

هذا المشفى الصغير الذي سمي بالشفاء او النقاء، ظل مخصصاً لإستقبال الحالات المتوسطة والحرجة من المصابين، وكان يمتلئ ويعود فارغاً تقريباً في فترات متفاوتة،حسب شدة انتشار المرض وتفشي الوباء.

وتعد ذي قار رابع محافظة عراقية من حيث عدد السكان، الا أنها أقل المحافظات التزاماً بالاجراءات الوقائية، فضلاً عن احجام اغلب مواطنيها عن تلقي لقاح كورونا المتوفر في اغلب المراكز الصحية.

مساء الاثنين كان مختلفاً عن المساءات الأخرى، فالانباء تشير الى ان المركز كان ممتلئاً عن بكرة ابيه، بالمرضى ومرافقيهم، وكانت نسبة اشغال الاسرة المائة كاملةً تقريبا، قبل ان يندلع حريق محدود اول الأمر كما ظهر في مقطع فيديو مسجل، وبدأ القريبون من بوابة المركز الفرار منه، حيث انه بوابة واحدة فقط لكن  النيران التهمت المركز  خلال ساعتين تقريباً، مع وجود نداءات استغاثة متكررة تُسمع في احاديث الفارين، وهم يبحثون عن سيارات اطفاء الحرائق.

تقول مصادر ، ان " المادة المصنع منها المركز من المواد سريعة الاشتعال، وبالتالي تسببت بكارثة كبيرة حيث احترقت بالكامل على من فيها، لتتسبب بتفحم اكثر من ٦٠ نزيلاً، لم يجر التعرف على  هويات اغلبهم".

حاولت فرق الدفاع المدني جاهدةً السيطرة على الحريق، واستطاعت اخيرا اخماده، لكن الامر كان قد تسبب بخسائر بشرية فادحة.

على الفور انعقد اجتماع موسع ترأسه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، وبحضور رسمي رفيع، واقر جملة من القرارات العاجلة، كان ابرزها ايداع ثلاثة مسؤولين السجن، والبدء بتحقيق موسع لمعرفة ملابسات ما جرى.

وبحسب بيان حكومي ورد ل (العراق اليوم) فإن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وجه بالبدء بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة، وامر بتوجه  فريق حكومي فوراً إلى محافظة ذي قار من مجموعة من الوزراء والقادة الامنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً .

ووجه ايضاً، بسحب يد وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق أعلاه. وايضا  اعتبار ضحايا الحادث شهداء، وإنجاز معاملاتهم فورياً، وتسفير الجرحى الذين حالاتهم حرجة إلى خارج العراق.

من جانبه اصدر محافظ ذي قار  احمد  الخفاجي، جملة من القرارات العاجلة بعد الحادثة، منها   اعلان الحداد العام على ارواح الشهداء الابرار، وتعطيل الدوام الرسمي لثلاثة ايام بدءً من يوم غد الثلاثاء الموافق ١٣ تموز ٢٠٢١.

وايضا قرر الخفاجي   تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات هذا الحادث المأساوي، وان تستدعي كل من له صلة ادارية او فنية لاجراءاتها، وتستمع لكل من يدلي بمعلومات عن مسبباته، على ان تقدم اللجنة تقريرها النهائي خلال ٤٨ ساعة فقط من تشكيلها لأعلانها للرأي العام.

 

علق هنا