بغداد- العراق اليوم:
ربما إن لم تكن تتوافر بيانات مدققة عن مؤسسة تحقق في اليوم الواحد أرباحاً تقترب من المليار دولار، لم نكن سنصدق ذلك في الأغلب.
هذا ما حققه صندوق الاستثمار الحكومي للمعاشات التقاعدية الياباني، الذي سجل أرباحا تبلغ 37.8 تريليون ين (339 مليار دولار) في الاثني عشر شهراً المنتهية في مارس/آذار الماضي.
ذلك الرقم هو الأكبر منذ تدشين الصندوق وبدء إدارته لاحتياطيات المعاشات التقاعدية في البلاد عام 2001، وحقق خلال العام المذكور عائدا استثماريا يقدر بـ25%. كيف تحقق ذلك؟
حتى نفهم كيف نجح صندوق التقاعد الياباني في تحقيق هذه العائدات الضخمة، فيجب أن ننظر فيما يستثمر هذا الصندوق.
استثمارات الصندوق في الأسهم الأجنبية سجلت أفضل أداء خلال الفترة، بعدما حققت عائدا بقيمة 59.4%.
كما أن الأسهم اليابانية سجلت عائدا بلغ 41.6%، إلى جانب تحقيق عائد على الاستثمار في السندات الأجنبية 7.1%.
وفي المقابل تراجع عائد السندات اليابانية 0.7%، بزيادة على معدل تراجع المؤشر القياسي المركب الذي انخفضت عوائده 0.3%.
هذه العائدات الضخمة تحققت تحت إدارة ماساتاكا ميازونو رئيس الصندوق الذي تولى المسؤولية في أبريل/ نيسان 2020.
حين استلم ميازونو الصندوق كان متكبدا في الأشهر الثلاثة الأولى من 2020، خسائر قياسية بلغت 17.7 تريليون ين بسبب التراجعات الكبيرة في سوق الأسهم العالمية في ظل جائحة كورونا.
ولكن منذ أبريل/نيسان العام الماضي لم يسجل الصندوق أية نتائج ربع سنوية سلبية، بل إن أصوله ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ 186.1 تريليون ين، على أثر مكاسب متتالية للربع الرابع على التوالي.
ويقول ميازونو في تصريح لـ"بلومبرج" إن العائدات كانت تاريخية والمكاسب قياسية.
"ومع ذلك حذر رئيس صندوق التقاعد الياباني من رياح معاكسة تشهدها سوق الأسهم بعد طفرة المكاسب على مدار العام، وهي الرياح التي يتوقع استمرارها خلال السنوات المقبلة"، بحسب تصريحات ميازونو. استثمارات مستدامة
يتميز صندوق التقاعد الياباني بالتوسع في الاستثمارات المستدامة، والتي تتمثل في الأصول التي تتبع مؤشرات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
وصلت استثمارات الصندوق في هذه المؤشرات إلى مستوى قياسي عند 10.6 تريليون ين بنهاية مارس/آذار 2021، بزيادة 86% عن العام السابق.
استثمر الصندوق 1.1 تريليون ين في السندات الخضراء وسندات الاستدامة والاجتماعية في نفس الفترة.
ويعلق ميازونو بأن استثماراتنا طويلة الأجل وسيكون لها تأثير على المدى البعيد، ومع ذلك لن نزيد من تركز استثماراتنا بسرعة، ولن نتوخى أيضا الحذر الشديد.
وفي المقابل، حذر إيجي هيرانو الرئيس السابق لمجلس المحافظين بصندوق التقاعد الياباني، من وجود مؤشرات على فقاعة في استثمارات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
وشدد على حاجة الصندوق لتقدير حجم الاستثمار المسؤول اجتماعيا الذي يدر عائدات.
من جانب آخر، تطل السندات السيادية الصينية برأسها كأحد الأصول الاستثمارية التي يمكن أن تنال اهتمام الصندوق الياباني، في ظل استعداد مؤشر السندات العالمي "فوتسي راسل" لإدراج السندات الصينية في أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
ويشير ميازونو إلى ضرورة التفكير في الاستثمار في السندات الصينية مع الأخذ في الاعتبار العوائد، ومع مراعاة وجود لوائح تحكم تداول تلك السندات، خاصة ضد المستثمرين الأجانب.
*
اضافة التعليق