لماذا تعامل الخليجيون بحذر مع القمة الثلاثية، ولماذا تحسسوا (خصوصاً قطر) من مشروع الشام الجديد ..؟

بغداد- العراق اليوم:

أسدل الستار  رسمياً على قمة بغداد، الأولى من نوعها، لكن المشروع الذي نتج عنها، يبدو أنه وضع أول عجلاته على السكة، حيث سينطلق اعتباراً من موعد انتهاء القمة الرفيعة المستوى التي احتضنتها بغداد.

الاعلام الخليجي بشكل خاص والإدارات السياسية الخليجية بشكل عام، تناولوا هذه القمة بشيء واضح من الحذر والترقب، محاولين استشراف مستقبل هذا التحالف، وعما اذا كان فعلاً سيجد طريقه للتنفيذ، أم انه بالون اختبار، وسيبقى أسيراً لتطلعات قادة هذه الأنظمة، وتعبيراً عن رغبات دفينة.

ما خلا الإعلام السعودي، الذي واكب القمة وحاول قدر الامكان نقل وجهة نظر محايدة نوعما، فقد تعامل الاعلام الخليجي بمزيد من الحذر، وبقي في دائرة التشكيك، أو محاولة التقليل من حجم الخطوة، كما ظهر ذلك جلياً من بعض ما نشره الاعلام القطري على وجه التحديد.

لكن هل يريد القائمون على " تحالف الشام الجديد" تجاوز هذه الأنظمة المهمة، ونعني بها الأنظمة الخليجية، وهل يعني تجاوزها استفزازاً لهذه الدول القوية مالياً، والمؤثرة اقتصادياً.

المعلومات المتوفرة، تشير الى رغبة مشتركة في مد اليد للسعودية لضمها لهذا التحالف، وقبل ذلك استقطاب النظامين السوري واللبناني، وأيضاً رغبة في الانفتاح على قطر والامارات ولربما الكويت، وهذا المشروع سيشكل وحدة موضوعية لأنظمة قوية مالياً ومترابطة جغرافياً، بما يمنحها قدرة هائلة على صناعة حلول لمشاكل المنظمة المتأصلة.

تعليقاً على ذلك، يرى الكاتب الاردني زيد النوايسة، أن " هناك قناعة لدى أطراف هذا اللقاء الذي يملك فرصة أن يكون نموذجاً قد يقتدي به الآخرون أو يتوسع ليشمل اقطاراً مشرقية كسورية ولبنان والسلطة الفلسطينية وأيضا السعودية والامارات.

ويضيف "المشاريع التي سيبدأ  بها هذا التعاون سواء في مجال النفط أو الطاقة الكهربائية والمدن الصناعية الكبرى والتبادل في مجال الموارد البشرية والخبرات والاستثمار في مجال الأمن الغذائي هي دلالة على الانتقال الفعلي للتنفيذ بما ينعكس على أطراف اللقاء.

اما الكاتب محمد الزين فأنه يرى المشرق الجديد، أو الشام الجديد، بأنه "ضرورة في الزمن الصعب ويقول " فقد جاءت قمة بغداد في الزمن الصعب ، وإنني على يقين بأن الخطوات المنبثقة عنها ستؤدي بنا إلى رؤية الخبرات والقدرات وهي تنمو بين البلدان الثلاثة ، وأن تقريب الأبعاد الجغرافية من خلال الدراسات والأبحاث والمشاريع المشتركة ستشكل نموذجاً فريداً في قلب الوطن العربي نحن بحاجة إليه".

علق هنا