بغداد- العراق اليوم: تكررت على ما يبدو سبحة إعلان العطل الرسمية في عدد من المحافظات العراقية مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، لما فوق نصف درجة الغليان، والمترافق مع الانخفاض الحاد في عدد ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء، وتعالي الدعوات الشعبية والحقوقية لمعالجة شح الطاقة الكهربائية، وتعطيل الدوام في البلاد ولو جزئيا. فقد أعلنت محافظتا البصرة وديالى عن تعطيل الدوام الرسمي ليومي الأربعاء والخميس، مع تخفيض عدد ساعاته بقية أيام الأسبوع، وفي محافظة النجف، أعلن عن أن يوم الخميس سيكون عطلة نظرا لارتفاع درجات الحرارة. أما في محافظة صلاح الدين، فقد تقرر تقليل الدوام الرسمي ساعة واحدة طيلة الشهرين القادمين. وفي محافظة الديوانية تم تعطيل الدوام الرسمي لأيام الخميس من كل أسبوع، لحين استقرار الأجواء المناخية، وتخفيض ساعات الدوام لغاية الواحدة ظهرا. ويتوقع المراقبون أن تتسع الدائرة لتشمل محافظات أخرى، حتى أن ثمة من يتحدث عن إمكانية إعلان حكومي وشيك عن تعطيل جزئي عام. ودخلت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية على الخط، مطالبة: "الحكومة وكافة مؤسسات الدولة والسلطات المحلية في المحافظات كافة إلى تقليص ساعات الدوام الرسمي لغاية الساعة 1 ظهرا لحين انتهاء هذه الموجة". وأوضحت أن: "ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية وقلة تجهيز ساعات الكهرباء تؤكد المخاطر الصحية والنفسية التي تلحق بالمواطن". وبحسب هيئة الأنواء الجوية العراقية (الأرصاد الجوية)، وتنبؤات خبراء الطقس والمناخ، فإن صيف العراق هذا العام سيكون شديد الحرارة، وأن درجات الحرارة خلال الشهور الثلاثة المقبلة، ستكون حسب التوقعات عالية أكثر من المعدل السنوي لها. وتتفاعل أزمة الكهرباء الحادة مع موجة الحر الشديدة، منذرة بإحداث أزمات سياسية واجتماعية في البلاد، حيث قدم وزير الكهرباء العراقي ماجد حنتوش الثلاثاء، استقالته إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على خلفية استفحال الأزمة الكهربائية هذا الصيف. ويقول المواطن رعد جاسم وهو من أبناء إحدى محافظات الفرات الأوسط، ويقيم في إقليم كردستان العراق، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "مع الأسف كم هو مخجل ومحزن أننا في هذا العصر كعراقيين، لا زال شغلنا الشاغل التفكير في توفر الكهرباء من عدمه، في حين أن شعوب المنطقة والعالم تجاوزت هذه المشكلة منذ عقود طويلة وأكثر". ويضيف: "الكهرباء في عصرنا الراهن هي كالطعام والشراب تماما، فهي ليست ترفا يمكن الاستغناء عنه، حيث أن كل شيء مرتبط بالطاقة الكهربائية ويعمل وفقها، لكننا محرومون منها كما من أشياء أخرى أساسية كثيرة". ويتابع: "حتى هنا في الإقليم فإن واقع الكهرباء ليس بأفضل حالا منه في بقية مناطق العراق، ما يعني أن الأزمة عامة وأن هم شح الكهرباء بل وانعدامها، هو هم شعبي يجمع العراقيين ككل". ويعاني العراق طيلة العقود الماضية من عجز كبير في توفير الطاقة الكهربائية خاصة خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث يزداد الاستهلاك والطلب عليها، لدرجة أن أوقات تزويد المواطنين بها تتقلص لساعات قليلة جدا خلال اليوم. وبحسب الخبراء في قطاعات الطاقة، فإن العراق يحتاج أقله إلى ضعف إنتاجه الحالي البالغ أقل من 20 ألف ميغاواط من الكهرباء، كي يتمكن من حل مشكلة نقص الطاقة الكهربائية المزمن. ووفق تقديرات وزارة الكهرباء العراقية، فإنه يجب رفع سقف إنتاج الطاقة الكهربائية على الأقل إلى نحو 30 ألف ميغاواط، كي يتمكن العراق من تأمين الكهرباء على مدار اليوم.
*
اضافة التعليق