هل تستهدف قمة بغداد وحلفها الجديد تركيا وإيران، وهل يعمل العراق على تشكيل مجلس عربي جديد خارج منظوماته التقليدية؟

بغداد- العراق اليوم:

رسمياً اسدل الستار على قمة بغداد، وأنتهت الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الاردني عبد الله الثاني، لكن مفاعيل هذه الزيارة لم تنتهِ، بل أنها حركت الدوائر المختصة في بلدان ومؤسسات لقراءات نتائجها المعلنة، وتلك التي تظل كالعادة في كواليس الأروقة السياسية والدبلوماسية.

أذ أن مثل هذه الزيارات المشتركة، تعني أن أهدافاً كبيرة جداً تؤدي الى ان يجتمع رؤساء وملوك في آن واحد لمناقشتها.

في الجانب العملي، لايوجد تكتل عربي موحد غير الجامعة العربية التي تجتمع بشكل دوري روتيني، وأيضاً مجلس التعاون الخليجي وهو نادِ للدول الخليجية التي تعاني اختلافات ورؤى متباينة فيما بينها.

أذن بغداد تحفر في الصخر، كي تفلح في اعادة مياه العلاقات العربية – العربية الى مستوى ابعد من المجاملات البروتوكولية.

ولكن هل هذا التحالف العراقي – الاردني – المصري، موجه ضد أحد، وهل هو فعلاً كما يقول محللون وصحافيون، يستهدف التدخلات التركية والايرانية في الشؤون العربية الداخلية، ويريد ان يردم الفجوة التي يخلفها التباغض العربي، وهل يمكن أن يشكل محوراً أخر موازي لمحور الدول الخليجية التي تفرض بقوة الأقتصاد الذي تملكه، قراراتها داخل مؤسسة العمل العربية السياسية ونعني هنا الجامعة العربية.

كل هذه الاسئلة وغيرها اثارتها القمة الثلاثية، لكن الواضح جداً ان بغداد، تحرص على عدم اثارة سوء الفهم مع الأخرين، وهي تريد أن تقول بوضوح أنها" ليست في وارد استعادة حلف بغداد مثلاً، او اقامة اتحاد هاشمي أخر، أو بناء تكتل عربي خارج اطار التكتلات الرسمية، لكن الدفاع عن مصالح البلدان العربية، والدفاع عن سيادتها، وحقوقها شيء مشروع، ولا يمكن أن يخفى، ولاسيما ان التدخلات الاخرى قد تؤدي الى تهديد الأمن والاستقرار الداخلي في هذه الشعوب، وقد تؤدي ابضاً الى تفكك هذه البلدان على أسس طائفية او دينية أو قومية".

ان بناء منظومة عمل عربي مشتركة، هو الهدف الأساس، وايضاً تحرير الارادة السياسية من الخضوع لضغوط المصالح المتقاطعة بين بعض الدول العربية الاكثر فاعليةً في المشهد العربي، اذ أدى غياب دور مصر والعراق خلال العقدين الماضيين الى تجذير خطير للمشاكل السياسية، وتدمير للواقع العربي بشكل مؤذِ، وأيضاً انفراد اطراف بعينها بأخذ قرارات بأسم الجامعة العربية، وعزل دول ومؤسسات، وبناء علاقات وتطبيع أخرى.

لذا فأن قمة بغداد، بالفعل مساحة مفتوحة للتأويل، ويمكن ان تُقرأ من اكثر من زاوية، الا أنها لن تكون موجهة كحلف ضد أي طرف، بقدر  ممارستها لضغط دبلوماسي مشترك بتعزيز الحقوق العربية، والدفاع عن المصالح المشتركة للبلدان التي تدور ضمن فلكها، وقد يؤدي هذا التقارب الى ضم المزيد من البلدان العربية التي تقع ضمن خط المشرق الجديد.

علق هنا