بغداد- العراق اليوم: بقلم/ الفريق الركن احمد عبادي الساعدي انطلقت جموع المتظاهرين بكل المحافظات العراقية واعلنت مطالبها بكل صراحة ووضوح وهي تغيير العملية السياسية برمتها وتساقط شبابنا الباسل الواحد تلو الاخر ولكنهم لن يتراجعوا عن مطلبهم فكان المشهد السياسي والامني انذاك مقلقا ومعقدا جدا وتخلله المشهد الدموي اغتيالات وتصفية جسدية وخطف للشباب مع فقدان تشخيص من ينفذ تلك العمليات الاجرامية وبقيت تلك الحلقة مفقودة عن عيون الجميع وتنهال التهم في اشارة الى بعض الكتل السياسية ولكن دون دليل اثبات جازم .. مع ذلك تدخل اهل العقل والحكمة بترميم الوضع من خلال بعض الاجراءات منها تغيير الطاقم الحكومي والمجيء بحكومة جديدة بعد ان اتفق عليها الجميع وحددت لها المهمة بضبط الامن والعمل على تهيئة البلد للانتخابات المبكرة وكان هذا الخيار ممكنا وساهم نوعاً ما بتهدئة الامور برمتها .. الان الجميع يترقب موعد الانتخابات ولكن تحت هاجس خوف من بعض التحدي الذي سيواجه الحكومة المكلفة وكذلك الناخب والمرشح واهم تلك الهواجس ( كيفية ضبط السلاح المنفلت ودور المال السياسي ) فكلاهما يشكلان اهم المعاضل بالانتخابات المقبلة .. ولكن تخطي هذه المعاضل ليس امراً صعبا ولكنه ليس مستحيلا. من المؤكد ان جميع الاحزاب والكتل السياسية الان في سباق للفوز والحصول على اكثر المقاعد النيابية وهذا حق مشروع ولكن غير مشروع ويعتبر قفزا على المسار الوطني واضاعة اهداف ثورة الاصلاح ودماء الشهداء عندما تفقد الانتخابات النزاهة.. مع ذلك نقول.. اذا كان الجميع يرغب بالتغيير والسير على منهج ثورة الاصلاح ولكن هذا الخيار يلقي على الجميع مسؤوليات وطنية واخلاقية وشرعية سواءا كان من المرشح وكذلك الشعب .. ويكمن مفتاح التغيير والاصلاح المنشود بيد الشعب وهو صاحب القرار والخيار فعلى جميع افراد الشعب المشمولين بالتصويت حسن اختيار المرشح والمشاركة الواسعة بالانتخابات فكلما كانت قاعدة المشاركة واسعة اقتربنا كثيرا من التغيير لكونها تقطع الطريق امام المزورين واصحاب المال السياسي المجموع من الحرام والسحت وكذلك تقلص فجوة اصحاب السطوة المسلحة. يجب على الجميع الذهاب الى صناديق الاقتراع ولكن بشرط احسن الاختيار لمن تصوت ومن هو الافضل ومن هو الوطني ويمتلك المشروع الوطني ويقول العراق اولا وان يكون اختيارنا للمرشح ذي التاريخ الفاضل والمشار الية بحسن الخلق وناصع البياض نفساً وتاريخاً .. وتقع على عاتق الحكومة تهيئة المناخ الامني العالي حتى تطفأ نيران هواجس الخوف ويكون الاقتراع بكل شفافية ونزاهة ... وان يكون في حسابات وتقدير الواجبات للجهة الامنية المكلفة بحماية الانتخابات محدودية القطعات او عدم القدرة بضبط الامن. اننا نعتقد بامكانية اجراء الانتخابات خلال عشرة ايام او اكثر وليس هنالك ضرر بين عامل الوقت وضمان نزاهة الانتخابات وفق جدول زمني محدد يسمح بنقل وتعزيز القواطع الاخرى وبشكل مراحل .. ولكن الاهم من ذلك والمسؤولية الكبرى وتثميناً لدماء الشباب الذين بحثوا عن وطن يحميهم ويشبعهم من الجوع أن يشارك الجميع بالاقتراع ويحسن اختيار المرشح ويبتعد عن العواطف الحزبية والطائفية وليكن شعارنا "العراق امانة في اصبعك ايها الناخب"..
*
اضافة التعليق