الكاظمي لم يترك (سقطة) ظريف تمر دون رد : العراق لن يكون حديقة خلفية لأحد !

بغداد- العراق اليوم:

بشكل قاطع وواضح رفض رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في خطابه الذي ألقاه مساء الخميس بمناسبة عيد الفطر المبارك، وذكرى مرور عام واحد على نيل حكومته الثقة من مجلس النواب، أن يتحول العراق الى حديقة خلفية أو ملعب  لطموحات اي دولة مجاورة أو اي دولة خارج الإقليم، مؤكدا أن " كرسي البلاد أكبر من يتقزم، وأكبر من ان يشغله احد غير العراق ".

خطاب غير مسبوق وشجاع ومسؤول يسمعه المواطن العراقي من أعلى هرم السلطة، ويكاد يكون حديثاً مبتكراً بالنسية لابجديات سياسة ما بعد ٢٠٠٣.

فالرجل يقول بكل وضوح وقوة ان المضي باتجاه استعادة الدولة والحفاظ على استقرار مؤسساتها، رهن بتخليص قرارها السيادي من التدخلات الخارجية، ومرهون أيضا بعملية بناء سياسة خارجية مبادرة وقائمة على التوازن والتعامل بالمثل، لا الاستتباع وتنفيذ أجندة الغير؛ أوالسير في ركب اي دولة إقليمية تريد أن  تتحول الى امبراطورية  أو تحول سياسات الدول إلى أوراق تفاوضية في لعبة الامم .

ان الكاظمي لم يلقِ خطاباً اعتيادياً، أو بروتوكولياً دبلوماسياً كما هو متعارف عليه في مثل هذه المناسبات؛ بل سمعنا جميعا خطاب استقلال العراق، ولمسنا القوة في الدفاع عن هذا المبدأ وعدم التهاون في مثل هذه الموضوعة المهمة.

نعم خطاب الاستقلال لربما يكون موجهاً للرد على تصريحات إيرانية غير  مسؤولة كانت تستفز العراقي وشعبه، ولربما رسالة تأكيد صارمة للسعودية ودول الخليج العربي وكل المحيط، وأيضا لتركيا والدول الغربية والأوربية، والولايات المتحدة الأمريكية بأن  العراق غير قابل  لان يكون ورقة لعب بيد احد؛ وأن زمن التفاوض في الحديقة الخلفية للدول قد أفل ولم يعد الشعب العراقي قادراً على التفريط بالمزيد من هويته وعمقه الحضاري والتاريخي ودوره الريادي، فالشعب ليس مجموعة جزر متناثرة؛ وليس إمما معزولة عن بعضها البعض، بل وحدة وحدة واحدة وامة قوية متكاملة لها إمكاناتها وأدواتها في الدفاع عن حقها في وجود عزيز ومقتدر كما هي سائر الشعوب والأمم المحترمة في العالم.

علق هنا