سؤال فنتازي في ظروف دراماتيكية: ماذا ستتخذ من إجراءات حول حادث مستشفى الخطيب لو كنت في محل الكاظمي ؟

بغداد- العراق اليوم:

سهلُ جدًا أن تجلس خلف مكتبك الوثير، أو تجلس في مقهى عام، أو تكون في أي بقعة من بقاع العالم، وتختار ان توجه النقد والاتهامات لهذا وذاك، تنتقد وتنتقد، وتعترض وتعترض وتواصل الاعتراض لأنه مجاني، و على طريقة الزعيم عادل امام وعبارته الشهيرة (إني اعترض!)، هذا سهل يسير، فالهدم أسهل بمرات من البناء، والنقد بلا حلول مهنة يتقنها الجميع، فالجميع بإمكانه أن ينتقد مخترع لقاح فايزر او استرازنيكا او أي مخترع علمي مدهش، فيما يعجز عن صنع كمام بسيط !، وهكذا هو الحال، فوسائط التواصل الاجتماعي مكنت الجميع من ان يقولوا ما يشاؤون دون ان يعرفوا ما يقولون، وهنا صرنا امام منصة يتساوى فيها العالم والجاهل !.

هذه المقدمة نسوقها، الى البعض الذين لم ترضهم اجراءات الكاظمي والذين يريدون أن ينصب الرجل مثلاً منصات لشنق الناس، أو يحمل مسدساً في يمينه ويطلق النار على بعض أكباش الفداء كي يرضى هولاء الذين يبدو أن ارهاب السلطة الصدامية وجرائمها لا يزال يحضرهم، ولا يزالوا وما زال بعضهم يحلم بنظام قمعي دكتاتوري فاشي.

هذه فئة، أما الفئة الأخرى، فهم اولئك الذين لو جاء الرجل لهم بالقمر في يمينه لإنتقدوه، لأنهم يريدونه في الشمال مثلاً، ولو جاءهم به في الشمال لإنتقدوه أيضا، فهولاء يهوون النقد فحسب، وهناك فئة أخرى ينطبق عليها المثل الشعبي: ( مثل البزون يدعي على أهله بالعمى)، فهم يريدون ان تحترق البلاد برمتها، لا مستشفى ابن الخطيب وحده، كي ينجحوا في تأليب الرأي العام على الحكومة والنيل منها، وهولاء جزء يجب ان نعترف انهم ماهرون في التضليل والرقص على جراح الناس، واللعب على وتر مشاعر العراقيين الطيبين، ولو كانوا مقام الكاظمي لما فعلوا ربع الذي فعله في مثل هذا الموقف.

فهولاء الذين يريدون ان يتحول الكاظمي لمدير مستشفى ويصبح ناظر محطة قطار، ورجل مرور، ومدير مدرسة، وسائق حافلات نقل الركاب ووو... الخ، حتى يمنع الخطأ ويتحمل المسؤولية، ويعتقدون ان رئيس الوزراء (سوبرمان)، وليس رجلاً يدير مؤسسات الدولة عبر انظمة وقوانين، ولا يمكن ان يأخذ، أو  يمارس كل هذه الأدوار، التي يجب أن تكون ضمن تخصصات معروفة ووظائف معلنة.

هذه الفئة تتصيد العثرات، وتريد ان تبرهن على أنها صانعة الحلول الستراتيجية ولكنها في الحقيقة جزء من منظومة الفشل التي تعاني منها مؤسسات الدولة، وللعلم فأن اي مسؤول تنفيذي سيجابه بحملات وتسقيط وشكوى وتظلمات لو أخذ كل هذه الأدوار ومارس فيها سلطته وقوته القانونية، حيث سيجد هولاء  انفسهم، اول المعارضين والمتضررين من سياسات تطبيق الأنظمة والقوانين الملزمة.

لا نريد أن نبرر لأي جهة، ولا ندافع عن اي طرف، ولكننا نقول ان مسار الحلول والمعالجات الذي سلكه الكاظمي هو المسار القانوني الوحيد والشجاع أيضاً، وهو ضمن منطق الدولة المسؤولة والقانونية، ومن يريد معالجات من وحي خياله، فهو واهم، فالقضاء والقانون والمساءلة منظومات قارة لا يمكن المساس بها، وهي تسير وفق الآليات المرسومة لها، ولا وفق اهواء او اشتهاءات او رغبات في ظاهرها براقة، وفي باطنها خبث ومحاولة جرنا الى  جرائم الدولة البوليسية.

علق هنا