عدنان الأسدي .. الرجل الذي صارع القاعدة في سنوات الدم .. يصرعه (كورونا) بأسف وحزن على شجاعتهِ وصبره

بغداد- العراق اليوم:

فقدت المؤسسة الأمنية العراقية، والمؤسسة السياسية الوطنية، اليوم سياسياً ورجلاً أمنياً شجاعاً،  من الذين أسهموا مساهمةً فاعلة في مواجهة ( تنظيم القاعدة الأرهابي وبقايا فلول نظام صدام الاجرامي والتنظيمات التكفيرية الأخرى)، ومن الرجال الذين صارعوا وناضلوا ضد الطغيان الدكتاتوري البعثي منذ شبابه في مدينة الرميثة، التابعة لمحافظة المثنى.

 حيث عرفُ عدنان هادي الأسدي، واحداً من كوادر الحركة الإسلامية، ورجلاً من رجالات تنظيم الدعوة الاسلامية الأوائل، والذي تعرض بسببه الى اعتقال وهجرة طويلة امتدت بين سوريا ومنها الى أوربا، وحمل الرجل معه مبادئ الدفاع عن الحق، ونصرة المظلوم، واجهاض الدكتاتورية.

عاد الأسدي بعد 2003، ليعمل في أروقة العملية السياسية قبل ان يتصدى لوكالة وزارة الداخلية  الادارية والمالية في 2004، وفي عام 2006 وهي أشد سنوات الاحتراب الطائفي، والهجمات القاعدية الاجرامية، تصدى لمنصب الوكيل الأقدم لشؤون الداخلية،  حيث كانت تلك السنوات التي تصدى بها بالفعل، سنوات عسيرة وشديدة، زلزلت فيها أركان الدولة، وكادت ان تسقط تحت براثن الإرهابيين، فبغداد حينذاك، كانت تفقد بعض مناطقها ليلاً لصالح هذه التنظيمات، فيما كانت الهجمات الانتحارية والمفخخات، لا تترك هدفاً الا واستهدفته بغض النظر عن طبيعته، لقد تصدى الأسدي ومن معه لمهمة شبه انتحارية، لم تضعف عضده الأستهدافات المتكررة، ومحاولات الاغتيال التي تعرض لها، ولا غيرها من الأستهدافات الاعلامية والسياسية.

فمضى الرجل في مهمة وكالة الداخلية الى عام 2014، حيث ادار في حكومة المالكي الثانية الوزارة بشكل تام، وصولاً الى مؤامرة اسقاط الموصل وما استتبع تلك المؤامرة من أحداث دامية، ليؤدي الرجل اليمين الدستورية عضواً في لجنة الأمن والدفاع النيابية، نائباً عن المثنى المحافظة الفقيرة الثائرة.

هذا اليوم، وبعد صراع قاس مع فيروس كورونا، يرحل الأسدي من مدينة صباه وطفولته من الرميثة، حيث وافته المنية، وسيتم تشييع جنازته بعد ساعة من الآن تقريباً من أحد مساجد الرميثة، الى مثواه الأخير في النجف الأشرف.

( العراق اليوم) يعزي كل محبي وذوي  هذا الرجل الوطني الغيور، ويسأل الله ان يتغمده بواسع جنانه.

علق هنا