بغداد- العراق اليوم:
"ليست الحدائق العامة هي ما ينقص، بل الأطفال الذين سيلعبون داخلها"، تعكس هذه العبارة المتداولة في إيطاليا وجهاً من أوجه معاناة هذا البلد مع تناقص عدد السكان. وفي العام الماضي، سجلت إيطاليا تراجع عدد الولادات إلى مستوى تاريخي، حيث بات يقل عن 1.2 طفل لكل امرأة، وذلك بعد أن كان هذا الرقم عند مستوى 2.5 في سنوات السبعينيات، لتصبح البلاد حالياً ضمن الدول الأقل إنجاباً حول العالم. وأفاد موقع "فرانس إنفو" الفرنسي بأن مسألة تحفيز السكان على الإنجاب باتت في صلب نقاشات الحكومة الإيطالية منذ فترة، لتتخذ إجراء يقضي بدفع منحة مالية شهرية للأسر الراغبة في الإنجاب. وتتمثل المنحة الجديدة في مبلغ 250 يورو تصرف بشكل شهري للأسرة على مدى 21 عاماً، وذلك من أجل تشجيع الأسر المترددة في إنجاب أطفال خصوصاً في ظل فترة تتسم بالصعوبات الاقتصادية والصحية محلياً وعالمياً. وسجلت إيطاليا العام الماضي 400 ألف ولادة فقط، فيما ينقل مراسل "فرانس إنفو" في روما عن مواطنة إيطالية قولها «كل أصدقائي باتوا يفضلون إنجاب طفل واحد.. لا أحد يرغب في إنجاب أكثر من واحد، إنها أزمة تتعلق بالثقة في المستقبل». ورحب إيطاليون بهذه المبادرة الحكومية الأولى من نوعها والتي يراد منها أن تعكس منحى الانخفاض الكبير في أعداد الشباب، حيث تقول مواطنة تدعى ماريا كالديرارا «إنها مبادرة جيدة لتشجيع الأسر. ولادة طفل هي أخبار جيدة على الدوام، ونحن بحاجة إليها لجعل أمتنا أصغر سناً». وبمتوسط أعمار يبلغ 45 سنة، تتصدر إيطاليا بالفعل بلاد أوروبا في نسبة الشيخوخة، كما أنها البلد الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي تفوق أعداد المتقاعدين فيه أعداد السكان في سن العمل والإنتاج، ما يطرح تحديات اقتصادية جمة. وبشكل عام، تسجل إيطاليا أعلى معدلات المسنين فوق سن الثمانين بواقع 6.5% من إجمالي عدد السكان البالغ 60 مليون نسمة، مقابل 6.3% في اليونان، فيما تسجل النسب الأدنى في أوروبا في أيرلندا وسلوفاكيا (3.1%)، وفق بيانات نشرها المكتب الأوروبي للإحصاء عام 2016. وفي الاتحاد الأوروبي، ارتفعت نسبة من هم فوق سن الثمانين عاماً من 4% في عام 2005 إلى 5.3% في عام 2015، أي شخص واحد من كل 20 شخصاً.
*
اضافة التعليق