الناصرية في زمن الكاظمي: متظاهرون يمارسون احتجاجهم بحرية، ومشاريع خدمية وإعمارية تفيق من سباتها .. ووزراء يتوافدون على المدينة بمزاج .... !

الناصرية – مراسل العراق اليوم:

خلال الأشهر الماضية، تحولت مدينة الناصرية الى ورشة عمل كبرى، وبدأ الناس يلحظون حملات اعمار غير مسبوقة، وفيما كانت وسائل الاعلام تركز نظرها، وتضع عدسات كاميراتها المباشرة على جسور المدينة الثلاث، التي يقطعها شبان محتجون، فأن عجلات الآليات الكبيرة واطنان الأسفلت والحجر ( الجلمود) كانت تتدفق على الأحياء السكنية التي بدت تتغير ملامحها الترابية، وبدأ الأسفلت الأسود الصقيل اللامع، يغير واجهات المنازل.

مصدر في البلديات تحدث لمراسل ( العراق اليوم) في ذي قار، عن حملات الأعمار، قائلاً، " بعد توجيه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بصرف مبالغ طارئة لمحافظة ذي قار، وإطلاق موازنات خاصة للمحافظة من ضمن تنمية الأقاليم، فأن حملة اعمار غير مسبوقة شهدتها الناصرية تمثلت بأكساء جميع احياء المدينة".

وأضاف أن " حملات الأعمار كانت هي استكمال مد شبكات المياه والصرف الصرف الصحي، والخدمات الأرضية، ومن ثم المباشرة بقلع التربة القديمة من شوارع الأحياء السكنية، ومدها بطبقة أولى من حجر ( الجلمود) وأيضاً طبقة أضافية من مادة السبيس، ومن ثم الصب الخرساني المسلح ( الكونكريت)، والبدء بالأكساء النهائي مع الأرصفة الجانبية".

وأشار الى أن " هذه المشاريع قُسمت الى جهتين، فقسم احيل ضمن تخصيصات المحافظة، وأخر ينجز بشكل مباشر من قبل مديرية البلدية".

وعن الأحياء التي شهدت الحملات قال " الأحياء هي كالأتي ( سومر الأولى والثانية، حي المعلمين، حي اريدو، حي أور، مدينة الصدر، حي البشائر، الإدارة المحلية، محلة الزيتون، مركز مربع المدينة، حي الشرقية الأولى، شارع العروبة، حي الصالحية، ما تبقى من احياء الشهداء والحي العسكري وحي الحسين والرافدين، وأيضاً أحياء خلف السريع وهي الفداء والتضحية ومناطق حي احياء السلام ( الكصة ام الدود) وايضاً حي الزهراء ومنطقة التحرير، وهذه الأحياء تقع في صوب الجزيرة ".

وتابع " فيما شملت حملة الاعمار كالأتي حي الأمير تم انجازه بنسبة 100%، حي المنصورية تم خدمته بنسبة 100%، المباشرة بأحياء الثورة والسكك، وتم انجاز حي الوحدة، وحي الأسكان الصناعي وحي الرسول وما تبقى من شارع بغداد والإسكان القديم وحي المتنزه، ومن المؤمل أن يبدأ العمل بمجاري حي العكر والأحياء المجاورة له، لتكتمل خطة الأعمار الشامل التي أنطلقت في عهد حكومة الكاظمي ولا تزال مستمرة".

المشاريع النائمة .. تستيقظ !!

مجسر تقاطع سوق الشيوخ

بعد طول تلكؤ، بل وطول انتظار، باشرت الشركة المنفذة لمجسر تقاطع الاسكان الصناعي الذي بوشر به في عام 2012 تقريباً، العمل مجددًا، وانطلقت الشركة بخطوات متسارعة، حيث بات كل من يمر بالقرب من الجسر يلحظ تطوراً نوعياً خلال الفترة الماضية، وبدأ ملامح الجسر تشخص لأول مرة، في دلالة على قرب انجازه كواحد من معالم المدينة وحل لمشكلة أزلية كانت سبباً واضحًا لنقمة المواطن فيما سبق.

المستشفى التركي .. قريباً

احيل مستشفى الناصرية المركزي ( التركي كما يسمى محلياً) على شركة اجارسان التركية لتنفيذه نهاية 2009، وكان من المؤمل ان يدخل الخدمة مع حلول 2013، لكن المستشفى كان عقدة من عقد الدولة التي لم تستطع حكوماتها المتعاقبة من فك لغز هذا المشروع!.

منذ بدء حكومة الكاظمي لمهامها، التفت اليه الرجل سريعاً، انجز وفق روزنامة عمل ما يتعلق بالحكومة، ووضع الشركة امام التزامها بشكل مباشر، وخلال اشهر بسيطة بدأت نسب الإنجاز ترتفع، لتسجل لغاية الآن 97%، فيما يؤكد مصدر مطلع لـ( العراق اليوم) أن الأول من أيار المقبل سيشهد تسليم المستشفى وافتتاحه امام المرضى.

مشروع ماء الاصلاح الكبير.. أول الغيث

أحيل هذا المشروع المهم والحيوي منذ عام 2006 وبقي هذا المشروع الذي يغذي ثلاث مدن هي الاصلاح والفهود والجبايش، اسيراً لسنوات الفشل، وتعاقبت عليه اربع حكومات هي حكومة المالكي والثانية والعبادي وعادل عبد المهدي، والمشروع يراوح مكانه، خلال حكومة الكاظمي امر الرجل بصرف تخصيصاته المالية، وبدأت الشركة العمل بنسب متصاعدة، تشير الآن المعلومات التي حصلنا عليها الى أن المشروع دخل طور التشغيل التجريبي، تمهيدًا لانجازه بشكل تام قريباً.

معضلة أسمها الجسر السريع.. كيف حُلت؟

بقي الجسر السريع في الناصرية، ( أنشأ عام 1980 على ضفتي نهر الفرات) خارج المدينة، معضلة، بعد أن تعرض في العام 1991 لقصف جوي امريكي، وكان عبوره بالنسبة للأهالي معجزة ومشكلة يومية أزلية، وما ان حلت حكومة الكاظمي حتى احيل المشروع على شركة المعتصم العامة، وخلال اشهر من المتابعة المستمرة، علم ( العراق اليوم)، أن " شهر نيسان القادم سيشهد افتتاح الجسر بشكل نهائي، وتطوى صفحة معاناة طويلة".

في ظل هذا المشهد الإعماري غير المسبوق، لا تزال تطفو بعض الاحتجاجات والتظاهرات التي تقوم بقطع الجسور واحراق اطارات السيارات، وفي الغالب هي تظاهرات ليست ذات زخم شعبي واضح، ولكن الدولة تحاول ان تسمع كل الأصوات وأن لا تصادر حق أي طرف، ومع هذا فأن توجيه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لاعضاء حكومته وكل مسؤوليها للتوجه الى ذي قار وزيارتها، بدأ يأخذ مداه، وأن لم يكن بالشكل الذي خطط له الرجل على ما يبدو، لكن وزير العمل وصل لمقر اقامة المحافظة في قيادة العمليات خارج الناصرية، بعد زيارة مماثلة قام بها وزير التربية، وأيضا وصلت رئيس هيئة الأستثمار الوطني مدينة أور الأثرية خارج الناصرية، الأمر الذي علق عليه مراقبون بالقول ان " هذه الزيارات تنفذ لطلب رئيس الوزراء، وأن كانت ملامح وامزجة بعض من زاروا المحافظة عن بعد لا تخلو من تعكير، في محافظة لا يزال الاعلام ينقل صورة الاطارات المشتعلة واعمدة الدخان الأسود الكثيف، ويهمل باقي جوانب الصورة، طبعاً لغاية في نفس يعقوب .. قضاها أو لربما بعد

علق هنا