بغداد- العراق اليوم: لا يترك رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، فرصة أو لحظة من عمله دون ان يستثمرها لصالح مشروعه الذي اعلنه، في بناء هوية وطنية جامعة، وعراق جديد قائم على المواطنة والابداع، والاحتفاء بكل منجز وطني حققه العراقيون في شتى حقول المعرفة والأبداع والأدب والفنون، فهذه المعارف والفنون هي التشكيل المادي لهوية البلاد، وهي رأسمالها الرمزي الذي يعيش في ذاكرة الشعب العراقي، ومنها يكون الانطلاق نحو بناء الذات الوطنية الجديدة، ومن استثمار كل هذا الأرث الهائل، سيتمكن العراقيون جميعاً من استعادة وحدتهم الشاملة، والتكاتف مجدداً لصناعة مجدهم وغدهم الزاهر. اليوم، اطل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، من مكتب رئيس الحكومة، ليلقي كلمة رائعة ومؤثرة في وداع البابا فرنسيس، الذي شرف هذه الأرض، وأتاها حاجاً، باحثاً عن المحبة والغفران والسلام. لكن الكاظمي لم يكتف بكلمته التي أوجز عبرها كل محطات البلاد، وواقعها وراهنها، وأيضاً افق مستقبلها القادم، بل وضع خلفه في التفاتة جمالية وفنية وذوقية رفيعة، لوحة رائعة من روائع خطاطنا العراقي الشهير، المتوفى في باريس، محمد سعيد الصكار، وهي بيت شعري للعظيم، ابي فرات، محمد مهدي الجواهري، حيث يقول هذا البيت (انا العراقي .. لسانـي قلبــهُ، ودمي فراتُهُ، وكياني منهُ أشطارُ" وهذا البيت واحد من أبرز الأبيات الشعرية التي يتغنى بها الجواهري بعراقه الفريد، وها هو رئيس الوزراء، يضع خلفه علامات دالة ومضيئة من سفر الابداع العراقي، ويختار من قاماته دليلاً وسراجاً لمستقبل عراق، يحتفي بمبدعيه، ويستذكر رموزه في كل محفل ومناسبة. أغلب الرؤساء الذين تركوا أثراً خالداً في التاريخ الأنساني، احبوا الشعر حباً حقيقياً، فما بالك حين يكون الشعر عن العراق ومن ابداع الجواهري؟ شكراً مصطفى الكاظمي ..
*
اضافة التعليق