المحرر السياسي في ( العراق اليوم) يجيب عن سؤال طارق حرب : لماذا جاء البابا في عهد الكاظمي دون غيره؟

بغداد- العراق اليوم:

طرح الخبير القانوني الحصيف، طارق حرب تساؤلاً مشروعاً حول أسباب توقيت زيارة البابا، ولماذا اختار ان ينفذ هذا الحلم البابوي بالحج الى أرض النبوات في عهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وليس في عهد غيره؟.

وهو بالفعل سؤال مهم وجوهري ويجب ان نفككه ونناقشه بموضوعية تامة، فالسؤال يستبطن اجابته فيه كما يقال، فالزيارة وتوقيتها انما يعكسان فيما يعكسان تغييراً ايجابياً في دوائر الفاتيكان ومجساته عن الأوضاع في البلاد، وكيف أنها تسير نحو الانفراج بشكل متسارع منذ تولي رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي موقعه، حيثُ انخفضت مناسيب الخطاب الطائفي، بل نقول بضرس قاطع، أن " الطائفية المذهبية أو السياسية " قد قُبرت في عهد الكاظمي، فالرجل المدني الذي ينظر للجميع بعين المواطنة، وليس بعين طائفة أو قومية أو انتماء سياسي معين، وهذا ما كان يبحث عنه عراق ما بعد 2003، والذي تعاقبت فيه حكومات عانت من نظرة طائفية لاحقتها بقوة في أروقة دولية، وارتكبت بأسمها، سواء بعلمها او دون ذلك، أخطاء كارثية اضرت  بسمعة الدولة العراقية كثيراً، فضلاً عن الاستقطابات التي ما فتئت تجتاح الوسط السياسي العراقي.

اليوم بالذات لم نعد نسمع  نغمات المظلومية الطائفية، أو نسمع عن تعامل طائفي من قبل الحكومة العراقية او اجهزتها، بل نسمع عن أن رئيس مجلس الوزراء يستقبل الجميع يستمع للأخر، يحاور الأطراف من نفس المسافة، فلا تفضيل عنده سوى بأحترام الدولة ومؤسساتها وقوانينها، ولعل الكاظمي هنا يمثل جوهر الحل، كما مثل غيره أس المشكل السياسي في تعامله غير المنضبط مع افق التوقع الاجتماعي والنظرة الدولية.

يضاف الى هذا، يلدو جلياً سعي الكاظمي منذ الاشهر الأولى لتوليه المنصب، لترميم سمعة العراق واستعادة مكانه، وفرزه عن معسكرات الاستقطاب والتصارع غير المجدي، فضلاً عن حرصه الواضح في كل خطاباته وقراراته في أن يمثل الطيف الوطني، ولعل اشراك وزيرة مسيحية في حكومته خير اشارة الى سعيه الواضح لتعزيز وجود كل المجتمع في حكومة وطنية شاملة، مهنية تعمل من إجل بناء المستقبل، لا الثأر من الماضي.

 لقد نجح الكاظمي وحكومته من استعادة ثقة المجتمع الدولي في تعامله معه، وها هو ينجح في كسب ثقة المجتمع الروحي في العالم، ويضيء مساحة من الجمال والصفاء والتسامح الانساني من أرض الرافدين لتضيء هي الأخرى على جميع بقاع الأرض التي تشهد نزاعات على أسس غير عقلانية للاسف.

أن زيارة البابا التي حدثت في عهد مصطفى الكاظمي ما كان لها ان تحدث في عهد أي رئيس وزراء سبقه، لسبب بسيط كما قلنا، ففي عهد الكاظمي أنتهت حقبة الطائفية السياسية، وبدأت حقبة العمل الوطني الحقيقي القائم على مبادئ الدولة المدنية التي تحترم الأنسان بوصفه انساناً لا غير .

علق هنا