بغداد- العراق اليوم:
ثمة اسباب كثيره وراء زيارة البابا للعراق هذه السنة دون غيرها من السنوات السابقة، لعل اهمها اطمئنان البابا لوجود الكاظمي كرئيس للوزراء، إذ لم يزر بابا الفاتيكان اية دولة في العالم منذ مئات السنين بتفاصيل واجراءات وشخصيات ومواقع واماكن كما جرى في زيارة البابا فرنسيس للعراق بداية شهر آذار ٢٠٢١ ، فقد زار البابا الآثار في الصحراء وزار الاضرار في الجبال وزار العاصمة وزار الاقليم وفي زيارته احتفظ البابا برمزية العراق كدولة ولم يغادر هذا المفهوم في جميع اقواله حتى في آخر يوم زيارته الى اربيل، حيث كان العراق آخر كلمة، وكانت فقرات زيارة البابا للعراق تتضمن ما لم تتضمنه زيارة بابا آخر في تاريخ دولة الفاتيكان لدولة اخرى. واثناء زيارته كانت اقواله لم يقلها صاحب قلب عراقي ولم ينادي بها صاحب عقل وطني حتى ظهر ذلك في آخر كلمة له عندما قال اغادر العراق وقلبي في العراق، وهذا لم يحصل من بابا سابقاً، من حيث اعلاء شأن العراق؟ ولم تتشرف دولة عربية او دولة اقليمية بزيارة البابا، أما زيارة البابا السابقة الى دبي فقد كانت زيارة مطار وتوقيع اعلان مع شيخ الازهر، بدليل انه لم يزر مكان آخر في دولة الامارات . اذ كانت مسألة زيارة البابا للعراق والحج الى دار ابراهيم في مدينة اور تخامر اذهان الفاتيكان ورغبة لدى جميع الباباوات على الاقل منذ ان صلى البابا لبغداد اثناء فيضان سنة ١٩٥٤ وزادت هذه الرغبة طيلة السنوات السابقة.. والسوءال عمن كان السبب بالقيام بهذه الزيارة؟ والجواب : نقول انه توجد اسباب كثيرة وراء هذه الزيارة، ولعل في مقدمتها كون الكاظمي رئيس الوزراء الان، واطمئنان البابا للكاظمي ولإجراءاته، ومقبولية شخصيته هي السبب الرئيس وراء هذه الزيارة، طبعاً مع اسباب اخرى، حيث وفر منصب الكاظمي وسياسته السابقة على الزياره للبابا الظروف الخاصة بالقيام بالزيارة، وبخلافه لماذا لم يقم احد البابوات بالزيارة قبل هذا التاريخ، خاصة وان الحج لمقام ابراهيم كانت ولم تزل رغبة ملحة لدى جميع البابوات وليس لدى البابا فرنسيس فقط منذ زمن بعيد، لكن وجود الكاظمي في السلطة واسباب اخرى دفعت البابا للحج الى مدينة اور والناصرية مع اسباب اخرى كانت مجتمعة، وهكذا قام البابا فرنسيس بزيارته التاريخية الى العراق في شهر اذار سنة ٢٠٢١ .
*
اضافة التعليق