بين إتصالي بايدن وروحاني .. الكاظمي وسياسة اليد الممدودة بين طهران وواشنطن

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في " العراق اليوم" :

منذ توليه منصب رئاسة الوزراء في العراق، لا يزال رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي يتخذ من سياسة اليد الممدودة للجميع، منهجاً وطريقاً سياسياً، حيث انه لا يريد أن يكون العراق محطة لتقاطع وتصادم قطارات المصالح الخارجية فيه، ولا ساحة لتنفيس الضغط والاحتقان عبرها، ولا حديقة خلفية لأي دولة تبحث عن مصالحها.

لم يضع الكاظمي أي خطوط حمراء او محددات على أي محور أو إتجاه، بل كان يعامل الجميع ويحاورهم من منطلق عراقي صرف، وأينما تكون مصلحة العراق، يذهب بإتجاهها دون الأخذ بعين الاعتبار أي مصالح فوق المصالح الوطنية، بل أن الرجل يعمد بشكل أساسي على تقديم الثوابت العراقية في أي حوار أو لقاء رسمي يجريه مع مختلف الرؤساء والقادة في العالم.

بالأمس كان لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، اتصال هاتفي مع الرئيس الايراني، حسن روحاني، الذي انتهز الفرصة للأعراب عن أعجابه ومباركته لنجاح حكومة الكاظمي في تنظيم استقبال رائع لقداسة البابا فرنسيس في زيارته الحافلة للبلاد، مؤكداً ايضاً ترحيب طهران وتفاعلها مع الجهود العراقية في ايقاف  عمليات الإخلال بالأمن والنظام، ورفض طهران لمثل هذه الأفعال المؤذية.

هذا الإتصال المهم في الواقع يأتي بعد ايام من اتصال من الرئيس الامريكي، جو بايدن، الذي اعرب عن تقديره أيضاً لجهود الكاظمي وحكومته في معالجة المشاكل الأمنية والأقتصادية وغيرها، ودعم الولايات المتحدة لمثل هذه الجهود عبر الطرق الدبلوماسية المعتمدة في التخاطب والتعامل.

هذه الإتصالات المتتالية، أنما تعكس موقفاً مهماً وواضحاً، يبين مدى نجاح سياسة ( اليد الممدودة) للجميع، وكيف يمكن أن يلعب الاعتدال السياسي، والحزم في الموقف الوطني دوراً في بناء منظومة علاقات متوازنة مع جميع الدول الصديقة، القريبة منها والبعيدة.

هذا ما نؤكده دائماً في أغلب التحليلات التي ندونها، وهو القدرة على الاتزان والسير فوق خط رفيع من المصالح المُتشابكة، وعدم الوقوع في معسكر ضد معسكر، وعدم الاصطفاف في جبهة ضد أخر، أو الانخراط في محور ضد محور.

علق هنا