بغداد- العراق اليوم:
كتب المحرر السياسي في (العراق اليوم) :
أنتهى اليوم الأول من زيارة قداسة البابا الى العراق، بنجاح منقطع النظير، وكان كل شيء فيه يجري وفق خطة منظمة ومحكمة، اشرف عليها بشكل غير منظور وغير معلن، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي أدار فريقاً مهنياً محترفاً لانجاز المهمة على أكمل وأتم وجه، ويبدو أن المراسيم المنظمة والرائعة التي اُستقبل بها البابا فرانسيس في مطار بغداد، قد أعجبت العالم الذي تابع عبر الشاشات هذا الحدث التاريخي غير المألوف، حيث كانت بغداد عاصمة الألق الحقيقي هذه المرة، وخطفت الأنظار بحسن الأداء والتنظيم والحفاوة والترحيب والبساطة، وصدق المشاعر ، فضلاً عن هذا الثراء الجمالي الذي ظهرت به على مدى الساعات الماضية، والتي لا تزال مستمرة، فقرابة الألف صحافي عالمي، فضلاً عن قرابة العشرة آلاف وسيلة اعلامية عالمية تواصل متابعة الزيارة، وكلها كانت تشيد بهذا النجاح الواضح الذي احرزته الحكومة العراقية في تنسيق واظهار هذا الحدث بمظهره اللائق، رغم الظروف الصعبة التي يعرفها الجميع- وهذا ما أدهش العالم وأثار إعجابه - والسؤال الأهم الذي طرحه علينا أحد الصحفيين العرب الذين يتابعون هذه الزيارة التاريخية، بقوله:- " ماذا عن دور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فيما تبقى من الزيارة ومفرداتها، هل انتهى دوره عند مراسيم حفل الاستقبال المنظم في المطار، أم أن مهمته لم تنته بعد؟. والجواب كما نظن، بل ونجزم أيضاً، ان رئيس الوزراء، بصفته القائد الأعلى والرأس التنفيذي للدولة العراقية، لا ينتهي دوره عند هذا الحد، بل أن حضوره وتأثيره وقراراته هي الوحيدة التي لا تنتهي بروتوكولياً، بل هي التي تدير هذا البروتوكول برمته، وتمنح الأدوار لمن تشاء حسب الأهمية السياسية او المعنوية او الدينية، ولذا فأن رئيس مجلس الوزراء لا يزال يتابع ادارة ملف الزيارة من الفه الى يائه، وسيظل يدير كل شيء من خلف الكواليس أحياناً ومن أمامها إن أضطر للظهور، فالرجل مسؤول امنياً وسياسياً وأدارياً عن الزيارة ومخرجاتها، وهو الذي يدير ملفها بشكل قانوني واخلاقي ومسؤولياتي. أذن، فإن النجاح الذي سجله العراق في ملف الزيارة انما يدين بالفضل لجميع من شارك فيه، وكل حسب موقعه وحجم مسؤولياته، لكن يبقى لهذا الرجل وإمكانانه في عملية الإدارة وفن التواصل، والقدرة على بناء خطوط متسقة بين مؤسسات الدولة برمتها، والتي ظهرت كجوق موسيقي يعزف اجمل الأناشيد والمقطوعات المتناغمة، والتي نأمل ان تعكس مزاجاً عراقياً جديداً، ينجح في كل الملفات والقضايا مثل نجاحنا في ملف الزيارة البابوية التاريخية. خلاصة القول: الكاظمي المسؤول عن زيارة البابا من الألف الى الياء، قد راهن على تحقيق الزيارة بكل مستقبله السياسي، فهو يعلم إن نجاحها هو نجاح للعراق وكل العراقيين، وفشلها- لاسمح الله- هو فشل يتحمل كل تبعاته شخص الكاظمي وحده .. فلنصًل وندعو لنجاح الزيارة، لأنه نجاح للعراق بجميع الوانه، ونجاح لرسالة المحبة والتسامح والأخاء التي حملها هذا الرجل الشجاع بزيارته لوطن الأنبياء وأرض الحضارات..
*
اضافة التعليق