شخصية مسيحية بارزة : اجراءات حكومة الكاظمي ساهمت في إقناع الحبر بالحج الى أور؟

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في (العراق اليوم) :

بعد أن كانت مجرد تكهنات، ورسائل متبادلة، وخطط لتنفيذ أول زيارة بابوية في تأريخ الكنسية الكاثوليكية في العالم، الى أرض الحج الإبراهيمي، ومعقل مسيحيي العراق الذين يعدون من بين أكثر أصحاب الديانات التي استوطنت هذه الأرض، وقاوموا موجات مختلفة وغزوات متتالية، ونجحوا في الحفاظ على هويتهم المسيحية،  ها هي طائرة قداسة بابا الفاتيكان، صاحب الكرسي الرسولي تغادر مطار روما في طريقها الى مطار بغداد الدولي، عاصمة السلام والمحبة والتعايش، في زيارة أدارت عيون العالم نحو هذه البقعة المهمة التي فضلها قداسته على كل بقاع المعمورة، وشد الرحال حولها حاجاً، ناسكًا الى موطن أبو النبوات التوحيدية أبراهيم الخليل، في أرض أور الكلدانيين.

كانت السياسة، والسلطات والممالك والدول، قد منعت تقاربًا مسيحياً بهذا المستوى منذ عشرات القرون في العراق، لاسيما ان العراق كان عاصمة للدولة العربية الاسلامية لأربعة عقود تقريباً، ولكن اليوم بالتحديد وافق البابا مقتنعاً وراغباً بتحقيق هذه الزيارة المؤجلة منذ قرون، فكيف تم ذلك، ولماذا جاءت اليوم، ومن أقنعه بوفرة الظروف وسلامتها؟

الجواب يأتي على لسان احد كبار  الشخصيات المسيحية، والقريبة جداً من الفاتيكان، حيث أوضح بصراحة قائلاً:

لقد كانت رغبة قداسة البابا متواصلة دون توقف بزيارة العراق، وكان يتابع أوضاع العراق عن كثب، ويسأل عن ظروفه السياسية والأمنية، فكان ينتظر أية فرصة ملائمة لتحقيق رغبته وأمنيته، وكان مساعدوه يوصلون له أحوال العراق وما يستجد في ساحته أولاً بأول.. وحين لاحت امام عينيه الفرصة أمسك بها متشبثاً بأمنيته وحلمه زيارة أرض الأنبياء.

إجراءات حكومة الكاظمي !!

يجب علينا القول - والكلام لم يزل للشخصية المسيحية - ان

اجراءات حكومة العراق الجديدة، قد زرعت الثقة التامة، والطمأنينة المطلقة بإمكانية توفير الأسباب والظروف الشاملة لنجاح زيارة البابا الى العراق..

إن وجود سلطة حكومية شابة  وقادرة على تنفيذ هذا الحلم التاريخي في مقاربة شاملة وواسعة بين الاسلام كدين ومفاهيم ودولة، وبين العالم المسيحي أيضاً بسلطاته الواقعية والتنفيذية، بعد عقدين من انطلاق ما سماه الرئيس بوش الأبن وقتها، بالغزوات الصلبية الجديدة، كان عاملاً مساعداً -وأقول مساعداً- لتحقيق رغبة البابا ..

نعم، فقد كانت الزيارة مجرد حلم تحيطه المخاوف، وتحبطه الوقائع الأمنية السيئة في العراق، وكانت مخاطرة عظيمة ان يتوجه بابا الفاتيكان لهذه الأرض، وكانت وسائل تضخيم الأمور كلها تصب في تدمير سمعة العراق الدولية، حكومة بعد أخرى، لكن أداء واجراءات حكومة الكاظمي الأخيرة كانت محط الأنظار، فالدولة لأول مرة تتحدث عن سيادتها، وتستعيد مبادرتها، وتبسط أمنها بشكل واضح في كل المفاصل والمرافق. وهذا ما شجع كثيراً قداسة البابا على تنفيذ حلمه وحلم من سبقوه، لاسيما ان الفرصة لن تتكرر، لذا فأن رسالة غير مباشرة وصلت البابا، عن وجود فرصة تاريخية للوصول الى أرض السلام، لنشر رسالة المحبة ودعم جهود ابناء العراق في تحقيق التعايش، والحفاظ على تنوعهم الثري" .. إنتهى تصريح الشخصية المسيحية.

الكاظمي ممثلاً عن المسلمين

إن الكاظمي ومعه فريقه الحكومي المميز، الذي يدير ملف الزيارة البابوية، لم يعد هنا ممثلاً عن العراق فحسب، بل هو يمثل اكثر من مليار ونيف من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل وفي أوربا نفسها التي يقطنها ملايين المسلمين، حيث من المؤمل ان تقود الزيارة لحوار اسلامي – مسيحي عالمي، لحل مشاكل عالقة وانهاء معاناة مستمرة سواء للمسيحيين او للمسلمين، فضلاً عما سيحظى به العراق من مكانة عالمية ودولية باعتباره رائد التنوير والتطوير والمحبة.

علق هنا