بغداد- العراق اليوم:
هل تذكرون الشاعر حسن جباري، الذي أبكى لجنة التحكيم في مسابقة (شاعر العراق)، وأمطر عيون العراقيين بالدمع وهو يحكي لهم حال ام شهيد عراقي، ويتوجع بإبداعه لأوجاع الوطن المكتنز بالجراح والألم والكبرياء أيضاً؟
حسن جباري هذا الفتى المسكون بحب الوطن والناس، والمهووس بقضايا الدفاع عن الفقراء، خرج قبل أيام في تظاهرة سلمية ضمت العشرات من عمال النظافة الرافضين لقرار الاستقطاع من رواتبهم البائسة في محافظة المثنى.. ومشاركاً هؤلاء المتظاهرين استنكارهم، وتنديدهم بالقرار الجائر، معلناً الإضراب المفتوح معهم حتى تحقيق مطلبهم العادل، خاصة وإن رواتبهم حسب العقود المبرمة مع بلدية السماوة لا تتجاوز الـ 300 ألف دينار شهرياً، فكيف يستقطع هذا الراتب الشحيح أصلاً.. ليصبح 150 ألف دينار شهرياً لا غير؟
لم يخرج حسن جباري متظاهراً مع عمال النظافة لأنه يعمل في بلدية السماوة بأجر يومي فحسب، إنما لأنه مواطن عراقي يشعر بمسؤوليته تجاه أهله، وأخوته، وأبناء جلدته.. لكن الجواب جاء من بلدية السماوة مخالفاً لتوقعات الشاعر جباري، ومعاكساً لما كان يأمله، إذ قامت بلدية السماوة بإلغاء عقده، وتسريحه من عمله!
والسؤال الذي يوجه لبلدية السماوة: لماذا أقلتم جباري من عمله، أ لأنه تظاهر مسانداً أخوته ضد قرار الاستقطاع، أم لأنه تجرأ وخرج متظاهراً، وبهذا الخروج أستحق الطرد من عمله؟
إن هذا أمرٌ مخالف لحرية الرأي وحرية التعبير، والرجل لم يخالف القانون، ولا أنظمة العمل، ولم يرتكب جنحة أو جريمة يستحق عليها العقاب، ثم أن موظفي إدارة بلدية السماوة، وبقية موظفي ومسؤولي دوائر المحافظة عراقيون، يفترض أن يتفهم بعضهم البعض، وأن يتساند بعضهم مع البعض، من أجل نيل حقوقهم، واستحقاقاتهم الوظيفية، والاجتماعية، وليس العكس، حيث يحدث الان في بلدية السماوة.
ختاماً تقول لمسؤولي بلدية السماوة: اتقوا الله يا ناس، وارحموا من ينتظر اطفاله رأس الشهر ليفرحوا فيه .. وانظروا بعين التقدير الى الشاعر الذي أبكى عيون ملايين العراقيين .. ونرجو أن يكون نداؤنا هذا الأول والأخير، وأن لا نضطر للعودة لموضوع إعادة حسن جباري لعمله مرة أخرى .. مع الشكر الجزيل سلفاً.