بغداد- العراق اليوم: كتب المحرر السياسي في " العراق اليوم" : يجرون اذيال الخيبة والخسران ومعهم قتلاهم، عاود جنود الجيش التركي الانسحاب إلى أراضيهم بعد عملية عسكرية فاشلة في شمال العراق أطلقوا عليها " مخلب النسر " لكنها لم تحقق اياً من أهدافها العسكرية المعلنة وغير المعلنة. مصادر عسكرية وأخرى سياسية في بغداد أشارت إلى أن جهوداً واتصالات واسعة ومتواصلة قام بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال الأيام القليلة الماضية، فضلاً عن عمليات ضغط (بقيت سرية لم يكشف عنها)، مارسها الكاظمي على الحكومة التركية من خلال دول إقليمية وأخرى دولية، على رأسها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، عززت الضغوط على الرئاسة التركية من أجل إنهاء هذا الاستفزاز الفاشل. تركيا حاولت التغطية على فشلها هذا بإعلان إنهاء عملياتها هذه بعد تحقيق اهدافها! لقد كذبت القيادة التركية، وكذبها الواقع الذي أثبت عدم قدرة اي دولة مهما كانت على اختراق الأراضي العراقية والبقاء فيها، وفي التاريخ الحديث أمثلة لا تعد ولا تحصى. إن عوامل الجغرافيا والطقس وجهود الحكومة العراقية تظافرت لتشكل حائط صد قوي لهذا الاستفزاز غير المبرر وغير المسؤول. وطبعا فقد ترافق كل هذا مع خسائر عسكرية كبيرة تسترت عليها تركيا في صفوف قواتها المتقدمة، حيث تشير مصادر مطلعة أن من بين قتلى الجيش التركي ضباط برتب مختلفة، منهم عميد وأخر عقيد ومقدم، فضلا عن عشرات الجنود بين قتيل وجريح. هذه العملية الخائبة تضاف لسلسلة العمليات العسكرية الفاشلة التي شنتها تركيا في هذه المنطقة سابقا، وأيضا كرست لحقيقة مهمة في الواقع العسكري، مفادها أن تفوق الآلة العسكرية كماً أو نوعاً لا يعني الغلبة والانتصار دوماً، بل إن ثمة عوامل أخرى يمكنها تحويل هذا التفوق لكابوس كما حصل مع (مخلب النسر) التي يسجلها التاريخ العسكري من بين افشل العمليات العسكرية التي عرفها التاريخ العسكري التركي.
*
اضافة التعليق