بغداد- العراق اليوم: بقلم أياد السماوي لا زالت حادثة اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي تتفاعل على كافة المستويات السياسية والقانونية والحزبية في الولايات المتحدة الأمريكية .. فاقتحام رمز الديمقراطية الأمريكية من قبل أنصار الرئيس الأحمق ترامب بعد دعوته لهم بالتجمع أمام مبنى الكابيتول للضغط على أعضاء الكونغرس ومنعهم من التصديق على فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن .. قد عرّض النظام الديمقراطي الأمريكي إلى خطر الانهيار .. وبالرغم من الفوضى التي أحدثها الرعاع في مبنى الكابيتول واقتحامهم لقاعة الاجتماع وما أحدثوا فيها من تخريب , إلا أنّ هذا العمل التخريبي الذي صدم العالم بأسره , لم يثن أعضاء الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ من المضي قدما في نفس اليوم من التصديق على فوز الرئيس المنتخب بايدن وإعلانه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية للسنوات الأربع القادمة .. والذي أفشل مخطط المعتوه ترامب في الانقلاب على الديمقراطية , هو ردّة فعل أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين وإصرارهم على حماية نظامهم الديمقراطي .. فالديمقراطية الأمريكية قد انتصرت بفضل إرادة أعضاء الكونغرس وتحملهم مسؤولية حماية نظامهم الديمقراطي .. فحين يكون النظام الديمقراطي هو المستهدف , تذوب المصالح الحزبية ويتوّقف الصراع بين المتنافسين .. فلا مصلحة تعلو على مصلحة حماية النظام .. فوحدة الموقف .. هي العبرة التي يجب أن نستلهم منها درس اقتحام مبنى الكابيتول , فما أحوج عراقنا الحبيب في هذا الظرف العصيب لهذه الوحدة في الموقف .. لأنّ خطر انهيار النظام الديمقراطي في العراق قد بات وشيكا لا محالة .. في العراق هنالك خطر سياسي لا يهدد بزوال النظام الديمقراطي فحسب , بل بزوال الوطن العراقي برّمته , فمن المحتمل جدا أن تصدر الأوامر إلى الغوغاء من الهمج والرعاع للتظاهر وإحداث الفوضى وتعطيل الحياة العامة للبلد , بحجة التصدي لفساد حكومة الكاظمي .. وهذا السيناريو معدّ وسيبدأ العمل به قريبا وقبيل الانتخابات .. فإذا كانت الولايات المتحدّة الأمريكية قد أجهضت مخطط الرئيس ترامب في الانقلاب على الديمقراطية بفضل قوة مؤسساتها الدستورية , فإننا في العراق ليس لدينا مؤسسات دستورية قوية تقف وتتصدى لمن يريد الانقلاب على الديمقراطية بقوة السلاح .. ولهذا ليس أمام القوى السياسية سوى وحدة الموقف وتناسي الخلافات السياسية والتصدّي للخطر الأكبر الذي يهدّد العملية الديمقراطية الهشّة .. وأي انتخابات قادمة في ظل هذا السلاح المنفلت والعصابات الخارجة عن القانون لا يمكن أن تأتي ببرلمان حر وحكومة حرّة ونزيهة .. فمثل هذه الانتخابات ستكون جسرا لوصول القوى الفاشية إلى السلطة .. في 10 / 01 / 2021
*
اضافة التعليق