بعد قرار فرض عقوبات أمريكية ضده .. ولأن الحشد الشعبي أكبر من كل الأشخاص والأسماء، هل بات إبعاد الفياض عن الهيئة ضرورياً ؟

بغداد- العراق اليوم:

حميد الرضوي

عقوبات امريكية مفاجأة، وتحركات اللحظة الأخيرة من الرئيس المنتهية ولايته فيما يتعلق بالملف العراقي، ولربما سيختم ترامب ايامه الأخيرة بقرارات جائرة ضد بعض البلدان التي يعتقد أنها سببت له صداعاً مزمناً طيلة ايامه الرئاسية الموشكة على نهايتها المفجعة بالنسبة له، والمُفرحة للعالم كله!، ولكن هل  ستسمح هذه البلدان لترامب ان يريح نفسه ويمضي بمثل هذه القرارات الخرقاء ؟.

اعتقد أن الدول المعنية، والعراق بطليعتها بالتأكيد، كذلك ايران وبعض الدول الأخرى التي شكلت ملفات ساخنة امام الرؤساء الامريكان خلال العقود الأخيرة، ومنهم ترامب هذا، يجب ان تكون اذكى منه وأسرع في سحب المبررات والذرائع التي يريد ان يتخذها لشن هجماته الأخيرة ضدها، ولعل تحرك ادارته المنتهية، ضد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، قد يكون اشارة البدء نحو الانطلاق نحو فرض المزيد من العقوبات الامريكية ضد شخصيات وادارات ولربما هيئات ومؤسسات اذا لم تتخذ الحكومة العراقية اجراءاتها الوقائية سريعاً.

حيث ان رئيس مجلس الوزراء، وبصفته القائد العام للقوات المسلحة مطالب شخصياً ، بالتحرك السريع لحماية المؤسسة العراقية المهمة ( هيئة الحشد الشعبي) من العقوبات الدولية، لاسيما الأمريكية منها، بعد قرار وزارة الخزانة بوضع رئيسها الحالي فالح الفياض، على لائحة العقوبات بتهمة انتهاكه لحقوق الأنسان!.

هذه العقوبات للأسف، يمكنها ان تفتح الباب واسعاً لفرض المزيد من العقوبات ضد قيادات حشدية اثبتت خلال السنوات الماضية قدرات عالية وشجاعة فائقة في مقاتلة الأرهاب الداعشي، وتظهر التزاماً مهنياً  عالياً في خضوعها لإرادة وإدارة القيادة العامة للقوات المسلحة، لذا فأن القيادة العامة مطالبة بحمايتها والهيئة فوراً، من خلال اجراءات سريعة جداً.

حيث نعتقد أن الاعلام الامريكي والخليجي بدأ يعزف على نغمة اتهام الحشد بارتكاب جرائم بحق المواطنين العراقيين، وهذا الأمر يتم الوصول اليه استناداً الى ذريعة اتهام رئيس الهيئة بانتهاك حقوق الانسان كما تصفه العقوبات الخرقاء، لذا فأن مواجهة هذه الهجمة لابد ان تكون سريعة كما قلنا، ومنها أبعاد السيد  الفياض عن رئاسة الهيئة، واختيار شخصية أخرى لإدارتها، لا يمكن أن تكون في مرمى الإعلام المعادي للعراق وللحشد الشعبي، وأن يصار الى إسقاط كل الذرائع الأمريكية والمعادية التي قد تتخذ كمبررات لمهاجمة هذه المؤسسة الباسلة واسقاطها.

أننا رغم تحفظنا على قرار ادراج السيد الفياض في هذه اللائحة، لكننا نعلم ان هيئة الحشد الشعبي اعلى واكبر من أي شخصية كانت، والحفاظ عليها وعلى سمعتها الدولية يجب ان يكون بأي ثمن، ودون أن نجازف بهذه القوة الستراتيجية العراقية التي تأسست بفعل الفتوى المقدسة، وستظل شوكة بعين الأرهاب اياً كان مصدره .

علق هنا