بغداد- العراق اليوم:
سيناريو اغتيال الرؤساء او تعرضهم للخطر في التجمعات المكشوفة، أو الاستعراضات العسكرية، سيناريوهات واردة جداً، حد أن الكثير من زعماء الدول المستقرة، يتحاشون الظهور في مناسبة مثل هذه، فما بالك والحال في العراق الان، والتوترات الأمنية والمخاطر الجسيمة التي تتعرض لها الحكومة العراقية في ظل تجاذب عنيف بين اطراف دولية وأقليمية، وما يلقيه هذا التجاذب من ظلال داكنة على المشهد العراقي. كل هذه التحذيرات والظلال، والمخاوف لم تمنع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي من الإقدام بشجاعة على تنظيم عرض عسكري في الذكرى المائة على تأسيس جيش العراق الحديث، حيث لم يترك هذه الفرصة السانحة لتمر، دون أن يبرق برسائل مهمة جداً، أولها الحضور الميداني والوقوف بين قواته المسلحة التي هزت بوقع اقدامها المنظمة شوارع بغداد، وبصنوفها وتنظيمها ومعنوياتها العالية كل من يحاول ان ينال من هيبة العراق او يعتدي عليه أياً كان، داخلياً وخارجياً، هذه الرسالة التي أبرقها الكاظمي، أنما تقول اني أقفُ بين افراد شعبي، وقواتي الوطنية، ومستعد لأي مخاطر تهدد الوطن، وهذه ليست تهديداً لأي أحد، قدر ما هي رسالة واضحة جداً، لكل من تسول له نفسه الاعتداء على سيادة وكرامة العراق وشعبه. وقف الكاظمي بشجاعة فائقة في ساحة مكشوفة، مستعرضاً قطعات الجيش العراقي الباسل والمتطوعون من أبناء الحشد الشعبي الهيئة الوطنية العاملة تحت أمرته، مستعرضاً كل صنوف الجيش الباسل، من قوات برية، الى القوات الجوية والبحرية وكل اسلحة الجيش وتشكيلاته المغوارة، ليؤكد للعالم كله ان في العراق، رجالاً بواسل يذودون عن الوطن، ويدفعون عنه الشرور، آنى كان مصدرها. ظهر الكاظمي اليوم في ساحة الاحتفالات وامام قطعات الجيش، في وقت كان البعض يحذره من خطورة هذه الخطوة، الا أنه يمضي وبيده راية العراق، ولن يتأخر مهما كانت الصعوبات والملمات التي تواجهه. لقد أثبت الكاظمي اليوم شجاعة مضافة، وحكمة وقدرة على القيادة، وعزيمة وحزم، وبهذه الصفات كلها يمكن الاطمئنان ان الرجل رغم كل الصعوبات والتحديات والبيئة غير الصديقة التي يسير فيها، سيحقق شيئاً مهماً في تاريخ البلاد، بل سيكون بوابة انتقالها السلمي نحو بناء المؤسسات وسيادة القانون وترسيخ الروح المدنية في مجتمع عانى كثيراً من ويلات الحروب والاحترابات الداخلية، وما هي إلاً حسبة وقت قصير لا غير.
*
اضافة التعليق